أكد الدكتور حسن الترابي- المفكر الإسلامي زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني، في أول زيارة له منذ سقوط النظام السابق، أن الدول الغربية تحب الديمقراطية وتحب تطبيقها، ولكن إذا أتت بالإسلاميين يرفضونهم، وأن قدومه إلى مصر من أجل إعادة العلاقات الوطيدة المصرية السودانية ولقاء الشخصيات والقوى السياسية، مشيرًا إلى أن العلاقات المتوترة بين مصر والسودان كان سببها الأنظمة القائمة وليست الشعوب، وأن الطغيان سيؤدي إلى مزيد من تقسيم السودان بعد انفصال الجنوب والطغاة في العالم العربي يخشون على أوضاعهم خوفًا من المد الثوري إليهم. كما أكد الدكتور الترابي، في مقابلة مع برنامج "الحياة اليوم" على تلفزيون الحياة، أنه يتابع الحركات الإسلامية من الشمال إلى الجنوب بمواقفها المختلفة، موضحًا أن هذه الحركات شهدت العديد من التطورات والتغيرات حيث كانت بدايتها صحوة عاطفية فقط وكانت كالثورة المندفعة، ولكن الوقت الحالي تم تعديل المفاهيم الخاصة بها، وقال أيضًا: "أرى أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح يمثل التيار الإسلامي المنفتح وليس المتشدد كما يردد البعض، وأن هذا التيار له القدرة على التعامل مع الشعب المصري، لأن الحاكم في هذا التيار هو الشعب، وليس رجل الدين بالرغم من أن الدين في مصر منحصر في الشعائر فقط". وتمنى الترابي أن يكون المستقبل خير لمصر والسودان ولجميع الأوطان العربية. يذكر أن الترابي رئيس المؤتمر الشعبي الإسلامي في السودان والذي تم تأسيسه منذ 1991، ومن أشهر قادة الإسلاميين في العالم ومن أشهر المجتهدين على صعيد الفكر والفقه الإسلامي المعاصر، كان قد التقى أمس السبت قيادات من الثورة المصرية بمقر إقامته بفندق ماريوت بالزمالك، وأوضح الشيخ في اللقاء الذي تجاوز 5 ساعات خطورة المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر بعد خروجها من الثورة وتأسيسها لنظام سياسي جديد، مشددًا على ضرورة التوحد في هذه المرحلة للعبور بمصر إلى بر الأمان، مرحباً بدعوة شباب الثورة له للانضمام لجامعة الشباب العربية، وهي جامعة تقوم بدور شعبي في الدول التي بها ثورات، كما استمع شباب الثورة من الترابي إلى شرح عن الأوضاع في السودان واحتمال قيام الثورة فيه، بالإضافة إلى تجربة الحكم الإسلامي، وأخطائه، وسألوه عن النظام الدستوري للانتخابات، وأيهما أفضل القيام بالانتخابات البرلمانية أولاً أم الرئاسية، وفي نهاية اللقاء رحب شباب الثورة بزيارة الترابي للقاهرة ورحبوا بأفكاره. كما أن اللقاء شهد اختلافًا كبيرًا في الرؤى بين شباب الثورة أنفسهم، حيث كانوا يعترضون بعضهم البعض في الحديث، ولكنهم في النهاية أكدوا أنهم متفقون حول أهداف رئيسية للثورة وأهمها تطهير البلاد من رموز الفساد.