أعلن دبلوماسي أوروبي كبير أن مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا يقترح وقفا لإطلاق النار يعقبه على الفور تشكيل سلطة انتقالية تقتسم بالتساوي بين الحكومة والمعارضة مع استبعاد الزعيم الليبي معمر القذافي وأبنائه. وأضاف الدبلوماسي أن السلطة الانتقالية ستعين رئيسا وتهيمن على الشرطة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية وتشرف على عملية مصالحة تقود إلى انتخاب جمعية وطنية تضع الدستور. واستعرض الدبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه أو موقعه الأفكار التي بحثها عبد الإله الخطيب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إلى ليبيا. ويسعى الخطيب الأردني الجنسية إلى التوصل لحل سياسي للصراع الذي اندلع في فبراير بين قوات القذافي والمعارضة المتمركزة في الشرق. وقام بزيارة الجانبين عدة مرات. وأحجم الخطيب عن الكشف عن تفاصيل مقترحاته لكنه قال لرويترز في عمان إن الأممالمتحدة تبذل جهودا مضنية لخلق عملية سياسية تقوم على ركيزتين هما الاتفاق على وقف اطلاق النار والتوصل في الوقت نفسه إلى اتفاق لاقامة آلية لإدارة الفترة الانتقالية. وعبر عن أمله في أن تطلق موافقة الطرفين على هذه الفكرة عملية سياسية تمهد في نهاية المطاف للتوصل لحل سياسي للأزمة. وقال إن المجتمع الدولي برمته يساند ما تحاول الأممالمتحدة أن تفعله لقيادة كافة الجهود السياسية للتوصل إلى حل سياسي. ويتشبث القذافي بالسلطة في مواجهة هجمات المعارضة التي تسعى لإنهاء حكمه الممتد منذ 41 عاما ورفض مقترحات بتنحيه كما تطالب المعارضة. واستبعد الزعيم الليبي أمس لخميس إجراء أي محادثات مع المعارضة ليلقي بظلال من الشك على سلسلة من الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع. وقال الدبلوماسي الأوروبي إنه بموجب اقتراح الخطيب لنقل السلطة يجب أن يتنحى القذافي على أن يكون ذلك ضمن العملية وليس شرطا مسبقا. وأضاف أنه بمجرد تشكيل السلطة الانتقالية وعدم سيطرة القذافي على القوات الأمنية سينتهي خوف الليبيين في طرابلس منه وفي هذه اللحظة ينتهي حكمه. وتابع أن القذافي لن يقبل مثل هذه العملية الانتقالية إلا إذا حصل على ضمانات بشأن سلامته الشخصية وبالتالي لا يتم تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي أصدرت أمرا باعتقاله في اتهامات بارتكابه جرائم ضد الإنسانية. وقال الدبلوماسي ان الزعيم الليبي وأولاده سيستبعدون من العملية الانتقالية إذ أن المعارضة لن تقبل أي دور لعائلة القذافي. وقال الخطيب للصحفيين في الأممالمتحدة يوم 11 يوليو إنه أبلغ الزعماء الليبيين بأن هناك حاجة لتشكيل هيئة تضم ممثلين عن كافة الأطراف السياسية والمناطق والقبائل لتتولى مسألة نقل السلطة. وقالت الأممالمتحدة إن الخطيب طرح هذه الأفكار على رئيس الوزراء ووزير الخارجية الليبيين. ويوم الأربعاء قالت فرنسا إنه يمكن للقذافي البقاء في ليبيا إذا ما تخلى عن السلطة فيما بدا كمحاولة لتخفيف الموقف الغربي في الجهود الجديدة للتوصل إلى حل دبلوماسي للحرب. وتقول الولاياتالمتحدة إنه يجب على القذافي التنحي وإن أمر بقائه في ليبيا بعد ذلك متروك للشعب الليبي. وقال مسؤولون ليبيون إن رحيل القذافي ليس مطروحا للتفاوض وأمس الخميس قالت المعارضة إنه لا أحد يتوقع أن تنهي المحادثات الأزمة.