فى المراحل الأولى من عمر الطفل، لايوجد بديل للبن سواء كان اللبن صناعيا أو طبيعيا، فهو الذى يفى بكل احتياجات جسمه من الفيتامينات والمعادن والمواد الضرورية. ويمكن الاكتفاء باللبن كغذاء متكامل للطفل حتى يبلغ الشهر الرابع واحيانا السادس وهذا هو الافضل، ثم نبدأ بعدها فى اضافة انواع مختلفة من الاطعمة حتى يعتاد الطفل مذاقها تدريجيا. يجب الحرص عند اضافة الاطعمة، بحيث يتم ادخالها تدريجيا على أن تتم اضافة كل صنف على حدة حتى نتجنب اصابة الطفل بالحساسية والوقوف ايضا على تأثير بعض الاطعمة على صحته، بحيث لا تتداخل التأثيرات مع بعضها البعض. وعلى كل أم الا تتأخر كثيرا فى ادخال هذه الاطعمة لأطفالها حتى يعتادوها فى سن مبكرة ولايرفض بعض انواع الطعام التى تفيد جسمه وحالته الصحية عندما يكبر. بين الشهرين الرابع والخامس: يمكن تجربة بعض انواع الحبوب مثل السريلاك مع اضافة بعض الفواكه المهروسة لطعامه وبعض الخضراوات تدريجيا. عند الشهر السادس: يمكن اضافة اللحوم والدجاج والاسماك للخضراوات وكذلك الزبادى والجبن. عند الشهر الثامن: يمكن أن يتناول بعض الوجبات البسيطة التى تعدينها فى المنزل لباقى الاسرة كالأرز مع الخضراوات عند اكتمال السنة: يمكنه تناول الطعام العادى لكل افراد البيت مع ادخال البيض فى وجبة الافطار. ولكن اضافة هذه الاطعمة فى السنة الاولى لايعنى أبدا الاستغناء عن اللبن، بل يظل هو الغذاء الاساسى، وتتم الاضافة فى وجبة أو وجبتين اثناء اليوم. كيف تحققين التوازن فى وجبات طفلك؟ قلة الدهون: حين تبدأ الأم فى اختيار النظام الغذائى للطفل يجب الوقوف على احتياجات جسمه، فإذا كان كل من اللبن الصناعى ولبن الأم يفيان بحاجة جسمه من الدهون فلابد عند اعدادك للطعام الصلب اضافة مقدار من الدهون للطعام بما يعادل قطعة زبد فى حجم حبة البندق اضيفيها للخضراوات المهروسة حتى يستفيد جسمه منها. فمن المعروف أن اللبن بوجه عام يحتوى على 45% من الدهون بينما لاتزيد النسبة فى وجبات الاطفال الجاهزة «الجربر» عن 29% الى 33% وهى اقل من حاجاته الجسمانية. وكذلك تفتقد الوجبات لكل من الاوميجا 3 و6 مما يتطلب اضافة الاسماك للطعام لتعويض هذا النقص. زيادة البروتين: بينما تقل نسبة الدهون فى وجبات طفلك الاولى، تزيد نسبة البروتينات عن حاجته الجسمانية بدرجة كبيرة بمعدل من 3 الى 4 مرات عن متطلباته. ولهذه الزيادة علاقة مباشرة بإصابة الاطفال بالسمنة عند التقدم فى السن، لذلك ينصح بزيادة نسبة الخضراوات على حساب اللحوم. الأملاح: لا توجد مشكلة فيما يتعلق بالأملاح، ففى الشهور الاولى لإضافة طعام جديد للطفل من خلال تقديم الوجبات الجاهزة تكون نسبة الاملاح الموجودة فى هذه الوجبات مناسبة لاحتياجات جسمه. ولكن عندما يبلغ الطفل السنة الثالثة من عمره يتعدى نحو 50% من الاطفال حاجتهم الغذائية من الاملاح والتى تصل الى 920 مللجراما فى اليوم الواحد بسبب تناول الاطفال لكمية كبيرة من الشيبسى الغنى بالاملاح. كيف يعتاد تناول الطعام؟ من الصعب أن يترك الطفل الثدى بسهولة ليستبدله بالملعقة ولكن يتم الأمر على خطوات وفقا لقدرة كل طفل وقد أثبتت الابحاث أن الطفل الذى يرضع من أمه تكون لديه قدرة أكبر على تذوق مختلف أنواع الطعام عن غيره من الاطفال، لأن طعم لبن الأم يتغير وفقا لما تأكله مما يجعله أكثر قدرة على تقبل المذاقات المختلفة. ابدئى فى اعطاء الطفل بزازة من اللبن أو العصير وراقبى مدى تقبله لها، وعلى ضوء ذلك، ابدئى فى ادخال الطعام تدريجيا عند الشهر السابع أو الثامن. اختارى الطريقة التى تناسبك اكثر ليعتاد استخدام الملعقة، فبعض الامهات يفضلن وضع الطفل على كرسيه وتتركه يتناول الطعام وحده، بينما تصر بعض الامهات على مساعدته لتجنب اتساخ ملابسه والمكان الذى يجلس فيه، وبعض الاطفال يفضل الاستمرار فى المص. ففى هذه الحالة يمكنك استخدام البزازة مع توسيع الفتحات كما يوجد فى الاسواق نوع من البزازات المزود بالملعقة وهى الأفضل فى تناول الطفل للطعام بصورة أكثر نظافة. لاتطعميه وهو جائع خاصة فى الأيام الاولى لإضافة الطعام الجديد ولكن دعيه يتناول قليلا من اللبن اولا ثم اتبعى ذلك بالوجبة الجديدة حتى لاتزداد ثورته لشعوره بالجوع. عند الشهر التاسع: يفضل أن تتركيه يعتاد ادواته الجديدة كالملعقة والطبق والطعام المهروس حتى لو أدى الامر لاتساخ ملابسه واتساخ الارض حوله. مع مرور الوقت سيتعلم الطفل أن الطعام الموضوع امامه للأكل وليس للعب. ضعيه انت فى فمك حتى يراكى ويقلدك واحرصى على اختيار ملعقة لينة من السليكون مثلا حتى لاتحتك بلثته فتلهبها. لابد من الاخذ فى الاعتبار أن استعداد الطفل لتناول الطعام بمفرده هو نوع من النمو العقلى يختلف من طفل لآخر. ابدئى بالطعام المهروس من الجزر والكوسة والبطاطس المهروسة والكومبوت من الفواكه خاصة التفاح والموز التى يعشقها الصغار ثم الأصلب فالأصلب.