طالب سياسيون الحكومات العربية باستغلال المواقف الإيجابية للإدارة الأمريكيةالجديدة من خلال تقديم مبادرات حقيقة والتخلى عن أسلوب رد الفعل، مؤكدين أن اختيار القاهرة لتوجيه خطاب للعالم الإسلامى يعبر عن المكانة الثقافية التى تحظى بها مصر فى العالم. وقال أحمد ماهر وزير الخارجية السابق، خلال ندوة الصالون الثقافى لقصر الأمير طاز الذى تديره سوسن الدويك يوم الأحد ، إن اختيار أوباما للقاهرة لإلقاء خطابه للعالم العربى يأتى من منطلق إدراكه للتأثير الثقافى للقاهرة، لافتا إلى أن الدور المصرى لا يحتاج إلى اعتراف لأنه دور معروف ومهم، وأن زيارة أوباما للسعودية قبل المجىء إلى مصر لا تحمل أى دلالات. وأضاف ماهر «متفائل بأوباما، لكنه ليس المسيح صاحب المعجزات، ولن يحل كل مشكلات العرب المنقسم والمتصارع مع نفسه إلا إذا وحد العرب موقفهم» وأشار إلى أن هناك فخا نصبته إسرائيل ووقع فيه العرب عندما نجحت فى تغيير صورة إيران وجعلتها العدو الأول للعرب بدلا منها، رغم أن الخلافات المصرية الإيرانية مثلا أو التركية اختلافات ثانوية. وقال الدكتور عبدالمنعم المشاط، أستاذ العلوم السياسية، إن اختيار أوباما للقاهرة، جاء لعبقرية المكان، مشيرا إلى أن خطاب أوباما مدنى، وجامعة القاهرة أنسب مكان له، على الرغم من أنه كان من مشجعى إلقاء الخطاب من جامع الأزهر. وأضاف أن أوباما ذو تفكير مختلف عن بوش الذى حول العالم إلى أصدقاء وأعداء، فأوباما منذ تسلمه السلطة بدأ علاقاته الدبلوماسية مع الجميع. ودعا الحكام العرب إلى استغلال تصريحات أوباما الفريدة بعقلانية وواقعية دون مغالاة فى التفاؤل أو إغراق فى الواقعية. واختلف المشاط مع ماهر فى تفاؤله، معلنا أنه أكثر تشاؤما عن ذى قبل، لأن العرب حتى الآن لم يقدموا مبادرات جديدة يمكن تطبيقها على أرض الواقع، مستغلين تغير الخطاب الأمريكى الجديد فى تناول القضايا العربية، فى ظل حكومة إسرائيلية متطرفة، لأنهم يعملون بمنطق رد الفعل، ثم يختلفون كعادتهم، لتكون الخسارة. وقال الدكتور وائل كمال أبوالمجد، مدير إدارة حقوق الإنسان فى وزارة الخارجية: الرئيس أوباما يبحث عن نقطة يتحدث منها لتحسين صورته أمام العالم الإسلامى الذى أصبح يعانى من علاقات سيئة مع العالم الإسلامى بسبب سياسات الإدارة السابقة، فهو إنسان منضبط وموضوعى ويبحث عن المصلحة الأمريكية، وإن كانت بطرق تختلف عن الإدارة التى سبقته. وأختلف مع الدكتور المشاط فى أن العرب لم يقدموا مبادرات قائلا: «من المنطقى انتظار أوباما الذى استعد جيدا لخطابه، فالجهود المبذولة المصرية والعربية لا يمكن البوح بها لأن كل ما يعرف لا يجب إعلانه، ويجب أن نستمع إلى أوباما أولا، ونبنى مبادراتنا على شواهد ذلك الخطاب».