فجرت الصفقة المحتملة لبيع دبابات إلى السعودية جدالا في ألمانيا، إذ تعتبرها المعارضة وأعضاء في الحزب المحافظ بزعامة المستشارة انغيلا ميركيل مخالفة لقواعد التصدير. وذكرت مجلة در شبيجل الأسبوعية أن مجلس الأمن الفدرالي (حكومي) أعطى موافقته على بيع 200 دبابة قتالية من نوع ليوبارد إلى السعودية، فيما كان يرفض قبل عقود بيع المملكة اسلحة ثقيلة. ولتبرير رفضها، دائما ما أوضحت ألمانيا أنها تريد الحفاظ على أمن إسرائيل واحترام حقوق الإنسان. وفي تصريح صحفي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية اندرياس بيشكي الذي لم يؤكد المعلومة أو ينفها، أن "مجلس الأمن الفدرالي يعقد اجتماعات سرية. وفي هذه المرحلة، لا نستطيع لا التعليق على مداولاته ولا على قراراته". لكن قادة المعارضة باتوا يطالبون باجراء نقاش في البوندشتاغ (البرلمان). وقال القيادي البيئي يورغن تريتين "على الحكومة أن تصدر تفسيرا" لقرارها. وقال في تصريح للشبكة الأولى في التلفزيون الرسمي اي.ار.دي، "لا يمكن اتخاذ هذه القرارات فيما يتظاهر اشخاص للمطالبة بالحرية في العالم العربي". من جهته، اعتبر رئيس الاجتماعيين الديموقراطيين في البرلمان جيرنوت ارلر في مقابلة مع النسخة الالكترونية من صحيفة "دي فيلت" ان "استعداد الحكومة الالمانية لبيع 200 دبابة حديثة في هذا الوقت الذي يشهد توترات في الشرق الاوسط والجزيرة العربية، يؤكد وجود نقص رهيب في التقدير". واضاف ان هذه السياسة تؤكد ان ميركل ووزير خارجيتها غيدو فسترفيله "يدعمان التحركات في العالم العربي دعما شكليا". وقال ان "بيع دبابات الى السعودية فيما ترسل مدرعات لسحق حركة سلمية في البحرين هو اهانة للتحركات المطالبة بالحرية في كل بلدان المنطقة". وقد ارسلت وحدات تألف القسم الاكبر منها من القوات السعودية في القوة المشتركة لمجلس التعاون الخليجي الى البحرين، البلد الاستراتيجي لحماية المنشآت الحيوية فيها. وفي صفوف المستشارية، ارتفعت ايضا اصوات منتقدة. وقال المسيحي الديموقراطي روبرخت بولنتس الذي يرأس اللجنة النيابية للشؤون الخارجية ان صفقة الاسلحة هذه تتناقض مع القواعد المعتمدة لتصدير الاسلحة الى البلدان غير المستقرة. وتقلق الصفقة المحتملة ايضا رئيس البوندشتاغ المسيحي الديموقراطي نوربرت لاميرت على خلفية ارسال السعودية دبابات لقمع التظاهرات في البحرين. وذكرت در شبيغل ان طلبية 200 دبابة ليوبارد 2أ7+، وهي مدرعة تبلغ زنتها ما بين 55 الى 62 طنا مزودة بمدفع 160 ملم، يمكن ان تؤمن مليارات اليورو لصناعة الاسلحة الالمانية، خصوصا لشركتي كراوس-مافي ورهينميتال. واجرى السعوديون اتصالات مسبقة بفرع اسباني لجنرال دايناميكس الذي يصنع هذه الدبابات بموجب امتياز، لكن قسما كبيرا من هذه الطلبية يفترض ان يعود الى المانيا، كما ذكرت در شبيغل. ودافعت در شبيجل في افتتاحيتها عن مشروع الحكومة، متذرعة بحاجة السعودية للدفاع عن نفسها حيال ايران. وكتبت الصحيفة ان "الوسيلة الوحيدة لمنع السباق الى السلاح النووي (في المنطقة) هو مساعدة السعوديين على تطوير دفاع تقليدي قوي".