قدمت داليا مجاهد مستشارة الرئيس الأمريكي للشئون الإسلامية عدة أفكار لتضمينها في الخطاب التاريخي الذي سيوجهه باراك أوباما من جامعة القاهرة للعالم الإسلامي يوم الخميس تتضمن توصية بألا يغفل أسباب غضب المسلمين من الولاياتالمتحدة. وقالت مجاهد في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط في واشنطن إن إدارة أوباما استشارت مجلس الحوار بين الأديان في صياغة الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الأمريكي في القاهرة ، وأنها من جانبها قدمت تقريرا إلى القائمين على صياغة هذا الخطاب ، موضحة أن تقريرها تناول عدة مقترحات مستقاة من الأبحاث التي أجرتها والكتاب الذي ألفته مع المفكر الأمريكي جون سبوزيتو ليتم التركيز عليها في الخطاب. وأشارت إلى أن هذه المقترحات تدور حول الأسباب الأساسية لغضب المسلمين من الولاياتالمتحدة ، موضحة أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لهذا الغضب أولها عدم احترام الولاياتالمتحدة للإسلام والمسلمين والنظر إليهم بطريقة مهينة ودونية ، والثاني هو الحروب البربرية التي شنتها ضد دول إسلامية ، وخاصة العراق وأفغانستان والصراع بين إسرائيل والفلسطينيين ، والثالث هو شعور المسلمين في مختلف أنحاء العالم بأن الولاياتالمتحدة تهيمن وتتدخل في شئونهم الداخلية فضلا عن أنها تحاول السيطرة اقتصاديا وسياسيا على مقدراتهم. وقالت إنها طلبت من لجنة صياغة الخطاب أن يرد الرئيس أوباما على هذه المخاوف وألا يمر عليها مرور الكرام ، مع طمأنة العالم الإسلامي إلى أن الولاياتالمتحدة مقبلة على عهد جديد مع الإسلام والمسلمين. وأوضحت أن استطلاعات الرأي وجدت أن ثمة تغيرا كبيرا اعترى توجهات وآراء المسلمين نحو الولاياتالمتحدة من عام 2008 إلى عام 2009 ، موضحة أنها لا تدري بعد ما إذا كانت إدارة أوباما تدرك أن القضية الفلسطينية وانحياز الولاياتالمتحدة الدائم لإسرائيل في هذا الصراع هو السبب الرئيسي وراء العداء للإدارات السابقة. وقالت "إن إدارة أوباما تدرك أهمية هذا الصراع في علاقاتها مع المسلمين ، ولذا فقد استهل أوباما عهده بالشروع مباشرة في جهود السلام ولم ينتظر إلى نهاية ولايته الأولى أو الثانية مثلما اعتادت الإدارات السابقة. وأكدت داليا مجاهد أن أوباما يتسم في تفكيره بالبراجماتية القائمة على إعلاء مصالح بلاده أولا ، وأنه من هذا المنطلق يرى أن تحسين علاقات الولاياتالمتحدة بالمسلمين في العالم يخدم هذا الهدف. وقالت إن أوباما سيسلك هذا الدرب أيضا لأنه يتسق والقيم الأمريكية التي يحرص على أن تكون نصب عينيه من حيث القول والفعل ، مشيرة إلى أن أوباما يدرك تماما أن هناك من يشعرون بالقلق من هذه السياسات ويعتبرونها تهديدا لمخططاتهم واستراتيجياتهم ، ويتوجسون بشكل خاص من هذا التقارب الشديد الذي يقبل عليه مع المسلمين. وأضافت أن البعض بدأ يهاجم أوباما ويعتبر ما هو مقدم عليه بمثابة تهديد لأمن البلاد ، معربة عن اعتقادها أن أوباما سيمضي في طريقه لأنه يؤمن تماما بأن هذا يخدم مصلحة الولاياتالمتحدة. ورأت مجاهد أن تمثيل المسلمين في المجلس الرئاسي الاستشاري للحوار بين الأديان تمثيل مناسب (عضوان من بين 25 عضوا) نظرا لأن المسلمين لا يشكلون تقريبا أكثر من 2% من تعداد سكان الولاياتالمتحدة ، إلا أن تمثيلهم في الكونجرس ما يزال أقل كثيرا من نسبتهم السكانية (عضوان فقط). ودعت مستشارة الرئيس الأمريكي للشئون الإسلامية إلى ضرورة أن ينشط المسلمون الأمريكيون في خوض غمار السياسة بالولاياتالمتحدة على أن يبدأوا من أولى درجات هذا السلم وليس بالضرورة التنافس مباشرة على عضوية الكونجرس. وقالت مجاهد إن إدارة أوباما لديها نوايا خالصة لتحسين العلاقة بالمسلمين ، معربة عن تفاؤلها بقدرته على ذلك، لكنها لم تستطع التأكيد على قدرته على الصمود أمام من يكيدون لهذه العلاقة. وأضافت أن أوباما استطاع بالفعل تحسين العلاقة بعض الشيء ، حيث تشير الاستطلاعات التي أجراها جالوب في مصر على سبيل المثال إلى أن نسبة الراضين عن القيادة الأمريكية ارتفعت من 6% إبان إدارة بوش العام الماضي إلى 25% في مطلع 2009 بعد تولي إدارة أوباما. وقالت إن هناك 25% ما زالوا غير متأكدين ، بينما كان قرابة 50% غير راضين ، معتبرة ذلك بمثابة تحسن عن العام الماضي ، مشيرة إلى أنه كلما مضى الوقت واتخذت إدارة أوباما المزيد من الخطوات نحو التقارب مع العالم الإسلامي كلما زادت نسبة الرضا التي ستكشف عنها الأبحاث بعد ذلك.