انتقدت بعض الصحف اليمنية، اليوم الاثنين، موقف وممارسات المعارضة اليمنية (تحالف أحزاب اللقاء المشترك) من الأزمة السياسية الراهنة، وحملتها مسئوليات تدهور الأوضاع الداخلية المعيشة والأزمات التي يعاني من المواطن اليمني، والحصول على احتياجاته من المشتقات النفطية والغاز، والانقطاع الدائم في الكهرباء. قالت صحيفة "الثورة"، إن الوطن يمر بأزمة خانقة، تموج بالكثير من التحديات والتعقيدات والتداعيات العاصفة، ألقت بظلالها على الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وأن تجاوز هذه الأزمة يقتضي من كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وجميع القوى الوطنية الإدراك العميق لحقيقة المعاناة التي يكابدها المواطنون. وأضافت الصحيفة، أنه آن الأوان لكي يستشعر قادة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني مسئولياتهم تجاه أبناء هذا الشعب، الذين تزداد معاناتهم بفعل الاختلالات الأمنية وأزمة المشتقات النفطية، وضمور النشاط الاقتصادي، وفقدان الكثير لمصادر رزقهم، بفعل إغلاق العديد من المؤسسات والشركات والمصانع أبوابها، وتسريحها للعاملين فيها، وأكدت الصحيفة أن السلطة والمعارضة قد وصلا إلى قناعة أنه لا بديل عن الحوار لحل خلافاتهما والمشكلات التي تقف في طريق توافقهما، وأن الحوار هو الوسيلة المثلى لحل كافة القضايا والتحديات والمشكلات التي يواجهها اليمن. وفي مقال رئيسي بصحيفة "الجمهورية" اليمنية تحت عنوان "الرهان الخاسر!"، قال الكاتب راسل القرشي، إن نية هذه الأحزاب اليوم هي إنشاء مجلس انتقالي، أي الانتقال إلى السيناريو الليبي وتكراره في يمن الإيمان والحكمة، هو رهان خاسر بكل المعايير. وأضاف، أن هذا النهج من قبل المعارضة يأتي دون اعتبار لكل النداءات المحلية والعربية والدولية بتحكيم العقل، ولجوء كل الأطراف السياسية في اليمن إلى حوار جاد وشامل ينهي هذه الأزمة التي تعيشها البلاد، كما أن حديث اللقاء المشترك عن المجلس الانتقالي ليس سوى حديث عن النهاية القاسية التي سيضعون أنفسهم فيها، وهي أداة ستقودهم إلى الانتحار. وذكر أن هذا التهور والاندفاع الجنوني نحو تأسيس أو إنشاء هذا المجلس سيصطدم بشعب يؤمن إيمانا حقيقيا بصوابية الحوار ولا شيء غيره لإنقاذ اليمن من مآلات السقوط المهين في حرب ستكون لها بداية، ولن تكون لها نهاية، وإن تصور المشترك عكس ذلك، لأن هذه الخطوة لن تكون في صالح المشترك ولا في صالح اليمن، لا سيما وإن ازدادت ضراوة الأزمة التي نعيشها، بسبب انعدام المشتقات النفطية، واستمرار مسلسل الغلاء المتصاعد وضياع الأمن والاستقرار. وأكد الكاتب أن أحزاب اللقاء المشترك ليست كل الشعب اليمن ولا حتى نصفه، كما أنها لا تدرك مغبة هذا الاختيار إن لجأت وأصرت عليه، وتساءل: أي المآلات ستختار هذه الأحزاب لنفسها؟ هل مجلسها "الانتحاري" أم العودة إلى جادة العقل والصواب، والنظر إلى مصلحة الوطن والشعب بمسئولية، والجلوس على طاولة حوار يقود إلى ما تريده وترغب به دون أية خسائر؟