توافد منذ صبيحة اليوم الجمعة مئات النشطاء المنتمين لعدد من الحركات السياسية بالإسكندرية، بينها "حشد، والعدالة والحرية، والاشتراكيون الثوريون، وشباب الإخوان، والغد، والجبهة الديمقراطية، وائتلاف شباب الثورة"، للانضمام لأهالي شهداء ومصابي "ثورة 25 يناير"، وشباب 6 أبريل، وحملة دعم البرادعي، واللجان الشعبية للدفاع عن الثورة، ممن دخلوا في اعتصام مفتوح منذ مساء الخميس، ونصبوا 10 خيام، بينهم واحدة 15 مترا بالرصيف المقابل لمسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية. وعلق المعتصمون لافتات حملت عبارات "اعتصامنا مفتوح، ومعتصمون.. معتصمون.. من أجل حق الشهيد والمصاب.. معتصمون، وعلاجهم علي نفقة الدولة، وسفر الحالات الحرجة للخارج، وذلك تزامنا مع إصدار المجلس العسكري للبيان رقم 66، مؤكدين على استمرار اعتصامهم حتى تحقيق مطالبهم، وعلى رأسها محاكمة مبارك وحاشيته بشكل علني ومحاكمة الضباط المتورطين بقتل الثوار دون تأجيل أو مماطلة. وعقب انتهاء صلاة الجمعة بمسجد القائد إبراهيم، والتي شارك حضرها آلاف السكندريين تحت شعار "جمعة الوفاء للشهداء"، وقال خلالها الشيخ المحلاوي، والذي يتوافق اليوم الجمعة، مع الذكري 87 لميلاده، انه كان يتمني أن يكون محمولا علي الأعناق لكي يُصلي عليه صلاة الجنازة، أفضل له من أن يُلقي خطبة في ظل تلك الأوضاع، قائلا: "حسني مبارك كان إخواني" وأمريكا دربته على حكم مصر، مواصلا: "الشهيد حقه عند ربنا، ولم يطلبه من احد، في إشارة منه إلى أن العوض عند الله، وعلى المتظاهرين الانصراف لأعمالهم، كي لا يعطوا فرصة لفلول النظام السابق بان يشيعوا الفوضى في البلاد". وأثار ذلك غضب المتظاهرين، ورشق عدد منهم سيارة نصف نقل تحمل مكبرات صوت بالحجارة، تبين تبعيتها لشباب الإخوان، وقاموا بتهشيم زجاجها، وملاحقتها حتى خارج الميدان، وهو ما أكدته حركة شباب 6 أبريل، عبر صفحتها على موقع ال"فيس بوك"، بأنهم طردوا شباب جماعة الإخوان المسلمين من القائد إبراهيم بسبب تشغيل أغان أثناء هتاف المتظاهرين، مما أثار غضب أهالي الشهداء، خاصة بعد خطبة اعتبروها مستفزة للشيخ المحلاوي، قال فيها إن اللذين قالوا "لا" في الاستفتاء سُعداء بما يحدث الآن في البلاد. من جانبه طالب بيان للحملة الشعبية لدعم البرادعي ومطالب التغيير بالإسكندرية، ب"سرعة محاكمة رموز الفساد والنظام السابق، وعزل المتورطين في قتل المتظاهرين، من وزارة الداخلية، وإقالة "العيسوي" لإبقائه على قيادات الداخلية التي كانت تعمل لحساب النظام السابق ولا تزال تبعيتهم لحبيب باقية، وكذا المتواطئين في محاكمة قتلة المتظاهرين من ضباط الداخلية والقيادات الفاسدة فيها، والتواطؤ والتخاذل في محاكمة قتلة خالد سعيد شهيد الحرية. كما طالب البيان الذي صدر أمس، بمحاكمة ثورية لمبارك ونجليه وحرمه سوزان ثابت، متسائلين عن عدم اتخاذ أي إجراءات فورية للتطهير المؤسسات الحكومية من الفاسدين وتوابع النظام السابق، ممن نهبوا ثروات البلاد، ولا زالوا في مناصبهم، معتبرا الإبقاء علي ضباط الشرطة "الفاسدين" في الداخلية، يعود بالبلاد إلي نفس إلي ما كان الوضع علية قبل الثورة، علي اعتبار أن الثورة فشلت في تحقيق هدفها الرئيسي التي قامت من أجلة وهو إقالة العادلي وتطهير الداخلية.