يعقد الدكتور عبدالمنعم كامل رئيس دار الأوبرا المصرية مؤتمرا صحفيا فى السادسة مساء غد للإعلان عن تفاصيل أحدث إنتاج فنى لفرقة باليه أوبرا القاهرة «الأهرامات والثورة» والذى يقدم لأول مرة على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية خلال الفترة من 4 حتى 9 يوليو المقبل وهو العمل الذى أهداه الفنان العالمى موريس بيجار إلى دار الأوبرا المصرية عام 1990. الديكور تصميم المهندس محمد الغرباوى، مقتطفات الموسيقى العالمية والشرقية قام بإعدادها الفنان طارق شرارة وتصميم الملابس مستوحى من المصمم العالمى جيانى فيرساتشى، وإعادة الصياغة لتصميم الرقصات المأخوذة من موريس بيجار أرمينيا كامل والإشراف د.عبدالمنعم كامل. يعد هذا العمل إعادة لعرض الفنان العالمى موريس بيجار الذى أهداه لدار الأوبرا المصرية. ويجسد باليه «ثورة الاهرامات» تاريخ مصر فى ستة مشاهد، خمسة منها كما رآها بيجار أما السادس فتمت إضافته من جانب الدكتور عبدالمنعم كامل وهو خاص بثورة 25 يناير حتى تكتمل صورة مصر الحضارية، خاصة ان العمل يتناول اهم المراحل التاريخية بداية من مصر الفرعونية ومصر فى عصر الاغريق ومصر مع الفتح الإسلامى ومصر خلال الاحتلال الفرنسى ومصر الحديثة وصولا إلى ثورة مصر العظيمة «25 يناير». وهو المشهد الختامى للعرض ويجسد قوة الشعب المصرى ومراحل قيام الثورة ومساندة الجيش لهذا الشعب العظيم والثورة التى غيرت وجه مصر أمام العالم. من مفاجآت العرض أيضا ظهور صوت السيدة أم كلثوم خلال المشهد الخاص بعصر مصر الحديثة حيث اعتبرها العالم ومنهم موريس بيجار الهرم المصرى الرابع، وبالتالى كان لوجود صوتها ضرورة لتكتمل صورة مصر وحضارتها. د.عبدالمنعم كامل قال ان تقديم هذا العمل فى هذه الفترة أمر ضرورى لإظهار عظمة هذا الشعب على مر التاريخ. وكذلك إظهار أهم المحطات التاريخية التى مرت بها مصر، بداية من العصر الفرعونى وحتى ثورة 25 يناير التى قادها شباب مصر. وقال إن إضافة المشهد السادس ضرورة طالما أننا نقدم تاريخ هذا الوطن العظيم حتى لا تكون الصورة غير مكتملة، لان العمل الفنى الذى يكون من هذا النوع لابد أن يراعى أى تغييرات سياسية تطرأ. لان عمر هذه الأعمال أطول من عمر مبدعيها ولذلك عندما نقدم صورة للأجيال القادمة لابد أن تكون مكتملة خاصة أنها لتاريخ وطنهم وهذه الثورة العالم كله نظر إليها نظرة احترام وتقدير، وأصبحت فاصلة فى تاريخ مصر المعاصر. وعلى سبيل المثال صاحب هذا العمل الذى أهدانا إياه عام 1990 رحل لكن عمله مازال باقيا ليرصد التاريخ للأجيال القادمة، لذلك كان هدفى اكتمال الصورة وليس ركوب الموجة. لأننا بصدد عمل تاريخى يؤرخ لدولة عظيمة، وأضاف عبدالمنعم كامل أدعو كل شباب مصر لحضور هذا العمل لأنه يقدم مصر بحضارتها وتاريخها الطويل والكبير حيث عصر الفراعنة مع المتغيرات التى هبت عليها سواء الإغريق أو الفتح الإسلامى أو الحملة الفرنسية والتى رغم أنها جاءت لاحتلالنا لكن كان لها الفضل فى بعض الاكتشافات المهمة كما أنها لفتت أنظار العالم لعلم المصريات «وكان لشامبليون أحد علماء الحملة الفضل فى فك طلاسم أقدم وأروع حضارة فى العالم أجمع وهى الفرعونية». وأضاف كامل أن الأوبرا ستظل حريصة على تقديم الفنون الرفيعة على جميع المستويات، سواء فى مجال الباليه أو الموسيقى العربية أو الكلاسيكى. كما أننا نحاول أن نطلع الجمهور المصرى على احدث العروض العالمية أيضا وهذا حق للجمهور علينا، فالدولة عندما أنشأت هذا الكيان «دار الأوبرا» كان هدفها الأول خلق تواصل بيننا وبين الفنون الرفيعة فى العالم أجمع لذلك أحضرنا عروضا من شتى بقاع العالم سواء اوركسترا أو فرقا استعراضية أو نجوما للغناء. والحمد لله الجمهور المتردد على الأوبرا يعلم جيدا قيمة تلك العروض. وللعلم حضور هذه العروض إلى مصر لا يأتى بسهولة، لان معظم الفرق يكون لها خطط لسنوات مقبلة وبالتالى حضورها إلينا يحتاج لمتابعة واتصالات مستمرة حتى يتم وضعنا على خريطتهم، وبالمناسبة أيضا اسم مصرى يسهل علينا كثيرا فى عملية التفاوض لأنهم يعون تماما قيمتها. واضاف كامل ان آخر هذه العروض والذى قدم امس على المسرح الكبير احتفالا بنجاح ثورة 25 يناير وكان إهداء من دولة التشيك إلى مصر.. وهذا الحفل يعبر عن مدى احترام دول العالم للشعب المصرى وثورته ويرسخ دور وزارة الثقافة فى التعرف على ثقافات الأخرى من خلال حوار الحضارات بين دول العالم من خلال لغة عالمية واحدة هى الموسيقى والاحتفالية تضمنت أحد مؤلفات رائد الموسيقى التشيكية الحديثة «بدريخ سميتانا» والتى تم إهداؤها إلى الشعب المصرى وتحمل اسم «أرض أبى» وكُتبت تحية للثورة التشيكية التى عرفت باسم الثورة المخملية والتى تتشابه مع ثورة الشباب المصرى فى 25 يناير من حيث تعبيرها عن قوة إرادة الشعب فى تحريره كما أنها أوجدت تواصلا مع مختلف دول العالم وحظيت بمساندة مجموعة من الدول التى شهدت ثورات مماثلة ومنها الثورة التشيكية التى قامت عام 1989 وسميت ب«الثورة المخملية» وهو المصطلح الذى برز فى مطلع التسعينيات بعد نجاح المجتمع المدنى فى أوروبا الشرقية والوسطى تنظيم اعتصامات سلمية للإطاحة بالأنظمة الشمولية، وسميت ثوره مخملية أو ناعمة وذلك لعدم استخدام العنف لإسقاط الأنظمة.