من المساجد والميادين.. إلى قاعة «فخمة» أرجئت فيها صلاة «العشاء»، مع ترجمة إلى لغة الإشارة وترجمة فورية إلى اللغة الإنجليزية، نظم حزب النور، أول حزب سلفى، مؤتمرا ضخما للأعضاء المؤسسين بأرض المعارض بالإسكندرية. المؤتمر الذى بدأ فى السابعة من مساء أمس الأول واستمر حتى ساعة متأخرة من الليلة نفسها، تبعه عشاء عمل لبعض الذين حضروا المؤتمر، وحضره عماد عبدالغفور رئيس الحزب، وحسين إبراهيم أمين حزب «الحرية والعدالة» الممثل لجماعة الإخوان المسلمين، ووفد «قبطى» غير رسمى برئاسة فام اندروس مندوب كنيسة أفانوس بالسيوف، الذى أكد فى كلمته على ضرورة الالتفاف «مسلمين ومسيحيين» حول بناء الوطن «العظيم» الذى «أنقذه» الله من فلول عهد «مبارك»، ممن خربوا الحياة العامة. فى بداية اللقاء، قال عماد عبدالغفور رئيس حزب النور، إن الشريعة الإسلامية هى المصدر الأساسى للتشريع، والمادة الثانية من الدستور أساسية، ولا يصح أن «يزيغ» عنها «زائغ»، وأضاف: «نعلم قدر ما يُدبر من مكر لإخراج هذه المادة من حقيقتها، وينبغى على من يضع الدستور أن يبتعد عن هذه المادة، خصوصا أن كثيرا من القوى السياسية تريد تهميش وإقصاء وتجاهل حزب «النور»، رغم قاعدته العريضة وأصوله الراسخة». وأشار إلى وجود 35 مركزا تعمل فى الإسكندرية وحدها فى خدمة ترسيخ مبادئ الحزب، ومثلها فى أغلب محافظات الجمهورية، وأن حزبه ولد «عملاقا» ومن ينتسبون له اجتازوا عشرات الآلاف، وما يصدر عنه يجب أن يُسمع، لأن كلمته تصدر عن إرادة الشعب. وفى سياق متصل شن الدكتور بسام الزرقا، أمين حزب النور بالإسكندرية، هجوما ضاريا على من اعتبرهم تيارات هبطت على الحياة السياسية بالطائرات «الهليكوبتر»، وهو ما وافقه فيه الرأى الدكتور يسرى حماد المتحدث الرسمى ومسئول لجنة التعليم العالى بحزب النور، خلال تصريحات صحفية على هامش المؤتمر، قائلا: «السلفيون» فصيل موجود فى الشارع ولم يهبط بالطائرات «الهليكوبتر». وواصل الزرقا: «الليبراليين عايزينا نمشى تبع منهجهم اللى هما جايين بيه ويدعون إلى فكرة البعد عن الدين، بدعوى العيش فى سعادة، ويستخدمون نفس منطق أوروبا فى الهروب من دينهم»، مؤكدا أن الأقباط مصلحتهم مع الدين الإسلامى لكونه الوحيد الذى يؤمن بجميع الشرائع الأخرى. وقال على حاتم، المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية، إن حراسة الدين ومنهجه غاية الدعوة السلفية، وملتزمون ببناء دولة تسير فى نظام اقتصادى يقوم على مبادئ الدين، وكذا إصلاح برامج التعليم والتثقيف والإعلام، ولفت إلى أن قصد الدعوة السلفية من إنشاء حزب هو تقسيم الأعمال، ولا يمكن فصل الدعوة عن الدين من جانب أو عن السياسة من جانب آخر، خصوصا أن حزب النور أمامه كثير من المعارك التى سيخوضها حتى يقوى ويستمر، وذلك يتطلب مساندة «مادية ومعنوية».