اتفق خبيران فى الإعلام والرأى العام على أن المسافة التى قطعها رئيس الوزراء عصام شرف بين «حفل التنصيب» فى ميدان التحرير ومرور 100 يوم على حكومته، شهدت تراجعا ملحوظا فى شعبيته لدى المواطنين المصريين. وأرجع الخبيران ل«الشروق» عوامل هذا التراجع إلى قراراته غير الحاسمة، لجهة الإبقاء على شخصيات تنتمى للنظام القديم أو لا تحظى بقبول شعبى مثل نائبه د. يحيى الجمل، وفشله فى الملف الأمنى، وإعادة هيبة الدولة. وشدد الخبراء على أن «ظهور شرف وأسرته فى مطعم للفول والطعمية» لم يسهم بشكل كبير فى رفع شعبيته بالنظر إلى أن الناس كانت تنتظر منه قرارات تعبر عن روح الثورة. وقال د. صفوت العالم، أستاذ الرأى العام والدعاية، بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن «شعبية د. عصام شرف شهدت تراجعا كبيرا ومستمرا.. فعندما تم اختياره لرئاسة الحكومة كانت شعبيته كبيرة باعتباره ذلك الرجل القادم من قلب ميدان التحرير، ولكن مع مرور الوقت بدأت شعبيته فى التراجع لعدم وضوح الرؤية السياسية لحكومته». وأوضح د. العالم أن «عدم وجود رؤية واضحة لحكومة عصام شرف للتعاطى مع أزمة الانفلات الأمنى التى تلقى بظلالها على السياحة فى مصر وأمن المواطنين، والصورة الذهنية عن الدولة فى الخارج خصم من رصيد شرف عند رجل الشارع المصرى». د. سليمان صالح أستاذ الصحافة فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، يرى أن أحد أهم عوامل تراجع شعبية عصام شرف أنه «لم يدرك أنه رئيس لحكومة ثورية.. وبالتالى لا يتعين عليه أن يستعين برموز النظام السابق، والاستعانة بوزراء محسوبين على الحزب الوطنى، والإبقاء على المجالس المحلية.. والقيادات الجامعية.. وكل هذا جعل المواطن يشعر بأن مصر لم تتغير.. وأن الثورة لم تصل بعد إلى عدد من القطاعات فى الدولة». وشدد صالح على أن مستشارى رئيس الوزراء لم يفلحوا فى رفع شعبيته عندما أشاروا عليه بالذهاب إلى مطعم شعبى لتناول الفول والطعمية بصحبة أسرته.. لأن هذا قد يكون مناسبا لفنان أو لاعب كرة.. أما لرئيس حكومة بعد ثورة بهرت العالم فهو أسلوب غير مناسب.. لأن المواطن عينه على القرارات التى تنحاز له، وتعبر عن الثورة التى دفع ضريبتها من دماء أبنائه».