«لست من يتخلف إذا دعاه الوطن، شعرت أن داعى الوطن يدعونى بجدية فاستجبت، وأقدمت على ما أبلغتكم به، وتلك أمانة ومسئولية أخاف أن أقصر فيها فأسأل عنها»، هكذا قال الدكتور محمد سليم العوا المفكر الإسلامى عقب إعلانه ترشحه فى الانتخابات الرئاسية، أمس الأول، مؤكدا أنه سيخوض الانتخابات مستقلا. وفيما يخص أزمة (الدستور أولا أم الانتخابات) شن العوا هجوما شرسا خلال الندوة التى نظمتها جمعية مصر للثقافة والحوار فى دار مناسبات رابعة العداوية، على عصام شرف رئيس الوزراء ونائبه يحيى الجمل، «بسبب تأييدهما لوضع الدستور أولا، بدعوى أن ذلك هو رأيهما الشخصى»، معتبرا أن المسئول الحكومى «لا يجوز له الإدلاء برأيه الشخصى»، وقال: «لو هما شخصان عاديان أدلا بذلك الرأى سيكون الأمر فى هذه الحالة رأيا سياسيا يصلح لإدارة النقاش حوله». واعتبر العوا دعوات تقديم صياغة الدستور على الانتخابات «بدعة يراد بها إجهاض إرادة غالبية الشعب»، وقال «كانوا يقولون إن نتيجة الاستفتاء بنعم ترجع لتأثير أئمة المساجد على الناخبين، والآن يصفون نتيجة الاستفتاء بالمزورة والباطلة»، وحذر العوا ممن وصفهم ب«الملتفين على إرادة الجماهير»، فى إشارة لمن ينادون بالدستور أولا. واستنكر العوا التشكيك فى نتائج الاستفتاء على الدستور، مؤكدا أن نتيجة الاستفتاء «سليمة»، موضحا أن كثيرين من الإسلاميين «صوتوا بنعم لأنهم مقتنعون بذلك، وهذا ينطبق على الأقباط أيضا الذين صوتوا بلا»، مشيرا إلى أن القوات المسلحة «لو أقرت إجراء دستور جديد، تخرج بذلك عن سلطاتها، لأنها لا تملك ذلك»، مناشدا القوات المسلحة «عدم الاستجابة لمطالبات الدستور أولا، حتى لا يقعوا فريسة لهؤلاء الملتفين عما أقره الشعب»، حسب قوله. وقال المرشح المرتقب لانتخابات الرئاسة: «كنت أتوقع سماع ذلك من أعضاء المجلس العسكرى ولكنهم أكدوا لنا أنهم أكثر نضجا من الدستوريين، وأكثر حرصا على مصلحة مصر ممن يطلقون على أنفسهم النخبة المثقفة». وأبدى العوا استياءه من «تجاهل شرف والجمل دعوة حزب الوسط إلى حوار مجلس الوزراء مع رؤساء الأحزاب»، وقال: «شرف لم يسمع شيئا عن الوسط، وهو الحزب الذى ظل 15 عاما يناضل أمام المحاكم للموافقة على تأسيسه»، وحول اتهامات البعض له بأنه «مرشح القوات المسلحة»، قال العوا ل«الشروق» ضاحكا: «أنا لم أدخل الجيش أصلا، أنا مرشحكم أنتم».
