«حتى الآن لم يطلعنا الجانب الأمريكى على تفاصيل حزمة مساعداته لمصر، التى لا تزال تنتظر التفاصيل الكاملة للدعم الأمريكى المقدم لها»، بحسب ما قاله سامح شكرى، سفير مصر لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية، عن المساعدات التى أعلن عنها الرئيس الأمريكى باراك أوباما مايو الماضى والمقدرة بنحو 2 مليار دولار، نصفها لضمانات القروض والنصف الآخر لمبادلة خدمة الديون بمشاريع تنموية تنفذ على مدى ثلاث سنوات. وأضاف شكرى، خلال حديثه مع «الشروق» عبر الهاتف من واشنطن منذ يومين قبل وصوله المتوقع للقاهرة فى زيارة تشمل لقاء مع وزير الخارجية العربى وبعض المسئولين المصريين، «كنا نتطلع للإسراع فى تنفيذ هذه الحزمة بمكوناتها المختلفة.. ولكن الجانب الأمريكى ينظر فى بعض التفاصيل ويقوم ببلورة المقترحات حتى يحصل على إقرار تشريعى بشأنها وينتهى من الآليات الداخلية والهياكل». من ناحية أخرى، قال شكرى إن المؤتمر الذى سيعقد فى العاصمة الأمريكيةواشنطن فى الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من الشهر الجارى، بمشاركة عدد من الوزراء المصريين والأمريكيين ورجال الاعمال من الجانبين وبمشاركته وكذلك سفيرة الولاياتالمتحدةالامريكيةالجديدة آن باترسون التى تقوم الآن بدور مستشار الشئون المصرية بالخارجية الأمريكية، يهدف لجذب المزيد من الاستثمارات الأمريكية لمصر فى المرحلة المقبلة والتى تسعى القاهرة فيها لزيادة الاستثمارات الأجنبية. الزراعة والاتصالات والطاقة والمواصلات والتجارة هى المجالات الأساسية التى يستهدف اجتماع واشنطن ضخ استثمارات أمريكية فيها لمصر وتوسيع حجم الاستثمارات الحالية إلى جانب إقامة مشاريع مصرية امريكية مشتركة، ويسعى عدد من رجال الاعمال الكبار والمتوسطين المشاركين فى المؤتمر لتحقيقها. والذى يعقد بمبادرة من وكالة التجارة والتنمية الأمريكية، والذى كان محل نقاش مصرى أمريكى لدى زيارة أخيرة قامت بها وزيرة التعاون الدولى فايزة أبوالنجا ووزير المالية سمير رضوان إلى واشنطن سيقوم ب«تسليط الأضواء على مصر ما بعد الثورة ومجالات الاستثمار وقدرة القطاع الخاص على التفاعل». ووصف شكرى المؤتمر بأنه «استكشافى بالأساس»، مستبعدا أن يتم خلاله التوصل لتوقيع اتفاقات وعقود ولكن مؤكدا أنه سيكون فاتحا لآفاق أوسع للتعاون الاقتصادى والمزيد من الاستثمارات الأمريكية فى مصر. «الشركات الأمريكية العاملة فى مصر والتى يسعى بعضها الآن وبعد الثورة لتوسيع نشاطه ستكون ايضا مشاركة فى المؤتمر وستتحدث عن الاستثمار فى مصر بما يشجع شركات امريكية جديدة لتأتى إلى مصر وتنشئ مشروعات وتقيم استثمارات» بحسب توقع شكرى. وأضاف السفير المصرى أن مصر تمر بمرحلة دقيقة وانها تتطلع لدعم وتعاون الدول الصديقة بما فى ذلك الولاياتالمتحدة، مشيرا لإدراك الجميع ان تحقيق الاستقرار فى مصر هو جزء أساسى من تحقيق الاستقرار الإقليمى، وإلى الدعم الاقتصادى والسياسى لمصر بما يسهم فى نجاح التجربة المصرية فى التحول الديمقراطى سيكون له اثر ايجابى فى المنطقة بكاملها. وبحسب شكرى فإن المشاركة المتوقعة لوزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون «وان كانت مازلت قيد التأكيد» ومشاركة عدد آخر من كبار المسئولين الأمريكيين فى المؤتمر المقرر نهاية الشهر الجارى يعبر عن حرص امريكى على الاستمرار فى دعم العلاقات المصرية الأمريكية فى مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير وهو الحرص الذى اكدت كلينتون عليه لدى زيارتها مصر ولقائها نظيرها المصرى نبيل العربى قبل أسابيع. وأضاف شكرى أن الطبيعة «المتشعبة والمتعمقة» للعلاقات المصرية الأمريكية لا ترتبط بنظام بعينه أو بأشخاص محددين ولكنها ترتبط بالمصالح المشتركة والتى مازلت قائمة.