بلور المرشح المحتمل للرئاسة عمرو موسى احتياجات مصر فى الفترة المقبلة، من ديمقراطية وتنمية وإصلاح، خلال لقاء مفتوح مع أعضاء روتارى نادى الجزيرة الرياضى أمس الأول. وقال إننا نمر «بمرحلة التباس كبيرة وقلق فى المجتمع ولكنه ظاهرة صحية». وقال موسى إن تبادل الرأى حول مستقبل مصر وحاضره مهم فى الربيع العربى والمصرى بصفة خاصة، لما به كثير من العواصف والرياح لكنه فى المضمون يؤدى إلى الشعور بالارتياح. وبين موسى أن من نقاط الالتباس الموجود «هل نبدأ بالانتخابات أم بالدستور؟»، مجددا وجهة نظره فى عدم تمديد الفترة الانتقالية وانتخاب الرئيس اولا مع الاتفاق على ان دستور 71 لا يصلح، لأنه يطلق الصلاحيات فى يد الرئيس. وأبدى موسى خلال اللقاء تحفظه على إجراء الانتخابات البرلمانية فى سبتمبر المقبل «لعدم جاهزية بعض التيارات السياسية وضيق الوقت فى كتابة برامج الأحزاب الجديدة وإقناع المواطنين بالانضمام لها لذلك ارى ان تكون الانتخابات البرلمانية بعد الرئاسية». الأمين العام للجامعة العربية خلال الحوار رأى أن فكرة تشكيل مجلس رئاسى «مضيعة للوقت»، لأنه يجب ان يكون منتخبا ولا يلغيه أحد، واعتبرها أنها فكرة غير مدروسة رافضا تأجيل الديمقراطية لتأثيرها على دعم مصر ب40 مليار دولار قررتها قمة الثمانى لمصر الديمقراطية. وفى المجال الاقتصادى أشار موسى إلى أن مصر تحتاج إلى خطة اقتصادية واضحة بعد أن وصلنا لمرحلة حرجة كذلك الحال بالنسبة للأمية فى مصر مما يجعلنا نغضب ونرفض التعامل مع هذا الوضع المسىء لكرامتنا. وأردف موسى: مصر فى احتياج لمشروعات كبرى تحقق فرص عمل كبيرة منها إقامة صناعات صغيرة ومتوسطة لتكون هناك خطة اقتصادية متينة، ويجب أن «نغضب وننزعج بشدة لوضع مصر فى المنطقة». وركز موسى فى حواره الذى امتد إلى ثلاث ساعات على ملف الزراعة والفلاح المصرى حيث أكد ضرورة إعادة النظر فى هذا الملف بالكامل حتى لا يهجر الفلاح مهنته مع مراعاة مشاكل الفلاحين التى يجب ان نوليها اهتماما اكبر فى المرحلة المقبلة. وفى مجال السياسة الخارجية دلل موسى على تراجع دور مصر الاقليمى والدولى فى الآونة الاخيرة بإبعادها عن الطرح الخاص بمقاعد جديدة فى مجلس الأمن بينما فتح الباب لدول افريقية، مما يعد مؤشرا سيئا للسياسة الخارجية المصرية ولم يكن لمصر كرسى على الموائد الرئيسية فى العالم وكل شىء ارتهن بالتوريث، مذكرا بموقف مصر عام 1952 حيث رفضت المشاركة فى الحرب على كوريا كما انها رفضت قبل ثورة يوليو الدخول فى احلاف لما لديها من موقع خاص فى السياسات العالمية. وقوبل عمرو موسى بترحاب شديد من الحاضرين فى الندوة التى لم تخل من تعليقات حول أهمية أن يكون بابه مفتوحا للمواطنين، فى حال وصوله للرئاسة، وهو ما رحب به. وفى تعليقه على تصدير الغاز لاسرائيل قال موسى إن الموضوع ليس أنبوبا واتفاقية، وإنما يتوقف على مدى احتياجنا للطاقة باعتبارها موضوعا مرتبطا بالتنمية وحياة الناس «لا يمكن أن نصدر الغاز ومصر تحتاجه وتستورده وكشف أن اتفاقية الغاز ليس منصوصا عليها فى المعاهدة المصرية مع إسرائيل بل هو اتفاق بين شركة مصرية واخرى اسرائيلية وليس من المستحيل الغائها بل يجب استرداد الحقوق المصرية ووضع الأمور فى نصابها. وحول شرعية اتفاقية كامب ديفيد قال موسى «المفروض إنها انتهت لأنه لم يتم تنفيذ ما ورد بها من التزامات على اسرائيل تخص فلسطين والجولان وجنوب لبنان ولكن وقتها لم يحن بعد وما نلتزم به فقط هو المعاهدة المصرية الاسرائيلية طالما يحترمها الجانب الآخر»، مشيرا إلى اهمية اكتمال السيادة المصرية بعلاقة فلسطينية لها الاولوية وهو ما تحقق بفتح معبر رفح خمسة أيام فى الأسبوع. وحول دور الشباب اضاف موسى أن الشباب فى مصر يحتاج إلى الخبرة وربما فى السنوات القادمة يتولى الحكم ولكن فى النهاية الحكم للشعب وهو الذى سيقرر ويختار وأنحاز شخصيا لضرورة وجود الشباب فى الوزارات وكنائب للرئيس. وبشأن الامن فى مصر، اوضح موسى أنه كمواطن يرى ضرورة اعادة النظر فى قوات الامن وفى فلسفة الامن فالشرطة يحب ان تكون فى خدمة الشعب وليس التحكم فى الناس انتهى عصر القسوة والاستعباد. واختتم موسى حواره بأن مصر تتحرك نحو الدولة المدنية وأن جميع المواطنين متساوون فى الحقوق والواجبات، وأن الزعامات القبطية قبلت بالمادة الثانية من الدستور مع مادة المساواة والمواطنة وحرية الديانات الاخرى. اما الحديث عن كمية الفساد التى ظهرت بعد تنحى مبارك، فقال موسى إن «الفساد ظهر فى الايام الاخيرة والامور كلها اديرت فى اطار التوريث».