أكد سلام فياض، رئيس الوزراء الفلسطيني، أن الاستيطان الإسرائيلي والجدار العنصري يشكلان التهديد والاعتداء الرئيسي على البيئة الفلسطينية.. يضاف إلى ذلك الصعوبات الناجمة عن مشكلات البيئة العالمية التي تؤثر أيضا على البلاد، كالتغير المناخي والتصحر ونقص الموارد الطبيعية وتلوثها، الأمر الذي يجعل هذه التحديات والصعوبات مضاعفة، سيما في ظل استمرار عدم السيطرة الكاملة على تلك الموارد والمساحات الشاسعة، والواقعة فيما يسمى بالمنطقة (ج)، والذي لم يعد مقبولا. وأضاف فياض -في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس سلطة المياه الفلسطينية شداد العتيلي بمناسبة يوم البيئة العالمي بحضور عدد من ممثلي المؤسسات الدولية والرسمية الأهلية أن ما يواجهه الشعب الفلسطينى إضافة إلى تبعات التغير المناخي يتمثل في الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المستمرة على البيئة الفلسطينية بجميع مكوناتها وعناصرها.. مشيرا إلى أن الواقع البيئي يعاني من إجهاد كبير بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وسياسته الاستيطانية المتمثلة في مصادرة المياه والأراضي وبناء المستوطنات والجدار وقطع الأشجار، وما ألحقه ذلك كله من أضرار وتقلص المصادر الطبيعية وتلوثها. وأوضح أن شح المياه والسيطرة الإسرائيلية على مصادرها وحرمان الشعب الفلسطينى من حقوقه المائية التي يكفلها القانون الدولي وتدهور جودة هذه المياه واستنزاف الجزء الأكبر منها من قبل المستوطنين إضافة إلى ما تسبب به الجدار من التهام العديد من آبار المياه الجوفية وينابيع المياه في منطقة الحوض الغربي شكلت عوامل إعاقة جدية في إمكانات التنمية الاقتصادية الواعدة بفلسطين. ودعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته السياسية والقانونية من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب من تقرير مصيره وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967 وبما يمكنه أيضا من السيطرة على ثرواته ومقدراته من أجل بناء فلسطين المستقبل كدولة عصرية وعنصرا أساسيا للاستقرار في المنطقة. ولفت الى أن يوم البيئة العالمي يأتي في وقت يتطلب فيه المزيد من تسليط الضوء على ما تلحقه الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على البيئة الفلسطينية من تداعيات ومخاطر على حياة المواطنين ومستقبل الحالة البيئية. وقال " نحن وكجزء من هذا العالم نتأثر بالمشاكل البيئية المتعددة وتحديات التغير المناخي وما نتج عنه من استنزاف الموارد الطبيعية من اجل التوسع العمراني على حساب المناطق الحرجية والاعتماد على مصادر الكربون لتوفير الطاقة اللازمة دون الالتفات إلى المصادر المتجددة الأكثر أمنا على الإنسان والبيئة المحيطة به ما أسهم في ظاهرة وتبعات الاحتباس الحراري ونتائجه حيث تشير معظم الدراسات التي تناولت قضية تغير المناخ وأثرها في الشرق الأوسط إلى تزايد الصراع على المصادر المائية القليلة المتاحة واتساع رقعة التصحر وازدياد نسب المهجرين بفعل الجفاف".