فى كتابه «هذه الأقدام.. التاريخ المثير للكرة الإنجليزية» يقول الصحفى دافيد وينر إن كرة القدم شهدت فى بدايتها الحديثة والمنظمة بإنجلترا أسوأ أشكال العنف، وكانت ساحة للأشرار من العاطلين واللاعبين والأغبياء. الذين يمارسونها بأحذية قاسية وخشبية، وعلى ملاعب سيئة يختلط فيها الطمى بالعرق، واللعب بالضرب، وبرر انتشارها السريع فى بلاده بحاجة الشباب إلى ما يخرج طاقاتهم الشريرة والعنيفة! لكن كرة القدم اليوم ليست تلك اللعبة العنيفة التى يمارسها الأشرار.. ففى ستاد أوليمبيكو بالعاصمة الإيطالية روما يلتقى الليلة فريقا برشلونة ومانشستر يونايتد فى النهائى الحلم، كما تقول الصحف والوكالات. وهم يصفون كل نهائى كبير بأنه الحلم.. لكن تلك المباراة تعد حلما بجد لأنها بين أقوى فريقين أوروبيين. ويقال عنها «موقعة أوليمبيكو». وهى تجسد سيطرة الكرتين الإنجليزية والإسبانية على القارة. فتلك هى المباراة النهائية الخامسة على التوالى التى تشهد فريقا إنجليزيا. بينما فاز برشلونة بهذا اللقب مرتين أخراهما عام 2006. وأحرزت الفرق الإسبانية هذا اللقب 11مرة. وبعيدا عن تلك الإحصاءات والأرقام لا يختلف اثنان على أن فريقى مانشستر يونايتد وبرشلونة هما أفضل وأقوى فريقين فى أوروبا من خلال عروضهما المحلية والقارية، ومستوى النجوم بكل منهما. الفريقان يضمان «أباطرة اللعبة فى العالم» حاليا. وكلاهما يستمر بكرته الهجومية، ويلعب للفوز، كما يقول سير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر: «التوقعات بأن يفوز مانشستر فى كل مباراة تجعل التراخى ممنوعا على لاعبينا. والفوز هو اسم اللعبة. وإذا لم تفز فستبقى بلاعمل»..! بينما يقول جوادريولا مدرب برشلونة: «إننا نواجه مؤسسة مانشستر أقوى فريق فى العالم، وهو شرف كبير لنا ولى شخصيا. وهم يريدون الفوز ونحن أيضا نريد الفوز بالكأس، وسندخل المباراة كما نفعل دائما شجعان ومهاجمين، فإذا لم نذهب إلى روما للفوز فلا يجب أن نذهب هناك». تلك هى روح كرة القدم الآن. إنها لعبة الشجعان والهجوم والكفاح وعدم اليأس، والأداء الجماعى. لعبة نظيفة غير ملوثة بالأحقاد والكراهية والضغائن.. لعبة يحترم فيها المنافس من ينافسه. فالشرف الذى يسعى إليه فيرجسون وجوادريولا أكبر ألف مرة من الحرب التى يخوضها المتحاربون فى ملاعبنا بالركل والضرب والادعاء بالظلم والدعاء على الغير من الظالمين؟! وأترككم مع الكرة الجميلة.. وأجمل ما فيها كل ما يحيط بالمباراة..!