تعكف الهيئة العامة لقصور الثقافة حاليا على إحداث تطويرات مهمة في مشروع النشر لديها، بدءا من صناعة الكتاب ووصولا إلى نوعية المادة المنشورة وتعريف القارئ بها. وقال الشاعر والروائي صبحي موسى، مدير النشر بالهيئة: إن رئيس الهيئة، الشاعر سعد عبد الرحمن، وافق على مشروع تقدم به الشاعر محمد أبو المجد، أمين عام النشر، لإنشاء وحدة تجهيزات لكتب الهيئة، بحيث تخرج الكتب في هيئة "كلك" إلى المطبعة، واختصار عدد من مراحل التجهيز التي كانت تهدر الكثير من الوقت والمال، ما يجعل الكتب تتأخر عن مواعيد صدورها المقررة لها شهريا. وأضاف موسى، أن الهيئة تعكف الآن على إعادة النظر في عدد كبير من سلاسلها، لا لتقليص مشروع النشر كما أشيع من قبل، ولكن لتطويره وتحديثه. وذكر أن هذا المشروع شهد، في الأعوام الخمسة الأخيرة، عددا كبيرا من السلاسل التي لم يتم دراسة الأغراض المرجوة منها بشكل كاف، ما أحدث نوعا من التداخل بينها، كما نتج عنه وجود سلاسل بلا كتب تخدم الفكرة التي تسعى لتحقيقها. وأشار إلى مجاملات عديدة حدثت في هذه الفترة، حتى أن بعض السلاسل أنشئت ترضية لبعض المقربين من النقاد والمثقفين والصحفيين، ما أحدث ترهلا في المشروع. وأكد أن المشروع سيشهد عملية إعادة هيكلة يعكف على دراستها المشرف العام على النشر وأمين عام النشر ورئيس الهيئة، فضلا عن عدد من المثقفين الذين يتم التشاور معهم قبل الوصول إلى إجراءات التنفيذ. وأوضح موسى أن المشروع سيشهد عددا من السلاسل الجديدة التي تعبر عن مستقبل مصر وكيفية النهوض في المرحلة القادمة، مشيرا إلى أن الاهتمام الآن هو دعم الفكر الليبرالي والتعددي، فضلا عن تعميق الروح الوطنية لدى الثوار المصريين وتوجيه طاقاتهم نحو الفعل الإيجابي الحقيقي وليس السلبي، عبر إقامة حوار حضاري فكري جاد، يلعب فيه الكتاب شكل الدستور الثقافي لهذا الحوار. وعلى صعيد آخر، أكد صبحي موسى أن إدارة النشر تعكف على إنشاء وحدة بها تختص بالإعلام عن مشروع النشر، وما يضم من سلاسل للكتب الثقافية المتنوعة، فضلا عن المجلات التي قام رئيس الهيئة بنقل تبعيتها إلى أمين عام النشر محمد أبو المجد، ما يجعل الإشراف عليها تابعا لإدارة النشر. ومن ثم فسوف يناقش مجلس أمانة النشر بالهيئة في مرحلة لاحقة موقف المجلات التي تصدرها قصور الثقافة، ومدى تحقيقها للأهداف التي صدرت من أجلها، وفي مقدمتها مجلة "الثقافة الجديدة"، فضلا عن جريدة "مسرحنا"، والموقع الإلكتروني للهيئة، ومجلة "مصر المحروسة" الإلكترونية.