بجدارة واستحقاق ، اقتنص الأهلي بطولة الدوري المصري الممتاز على حساب الإسماعيلي بعد فوزه عليه بهدف في المباراة الفاصلة التي أقيمت مساء الأحد على استاد المكس بالإسكندرية ، ليضيف أبناء القلعة الحمراء النسخة 52 من بطولة الدوري إلى تاريخهم العامر بالبطولات والألقاب. أحرز الأنجولي فلافيو هدف الأهلي والمباراة الوحيد في الدقيقة الخامسة بضربة رأس بارعة مستغلا الكرة العرضية الرائعة التي أرسلها له مواطنه جيلبرتو. جاءت المباراة قوية ومثيرة من الفريقين في شوطيها ، واستحقت بحق أن تكون مباراة بين "بطلين" كبيرين ، حيث كافح كل منهما في سبيل الفوز باللقب الغالي ، وكان كل مشاهد للمباراة مقتنعا تمام الاقتناع بأن كلا منهما كان يستحق الفوز باللقب بالفعل لما قدمه كل منهما من جهد. أدار المباراة الحكم الدولي الإسباني كارلوس فيلاسكو ، ونجح في مهمته باقتدار ، وأنذر خمسة لاعبين ، محمد حمص وعبد السعيد وإبراهيم يحيى من الإسماعيلي ، وجيلبرتو ووائل جمعة من الأهلي. وبالعودة إلى سيناريو المباراة ، نجد أن الشوط الأول بدأ بفترة جس نبض سريعة من الفريقين انتهت بهدف مفاجيء لفلافيو على الطريقة الأنجولية ، حيث أرسل له زميله جيلبرتو كرة عرضية متقنة من ركلة حرة من مسافة بعيدة ، ارتقى إليها فلافيو برأسه في حراسة مدافعي الإسماعيلي لتسكن الزاوية اليسرى لمرمى محمد صبحي. بعد الهدف ، يتوه فريق الإسماعيلي لدقائق ، وينقذ محمد حمص هدفا أكيدا من انفراد لأحمد فتحي المنطلق من الخلف إلى الأمام ، ولكن الإسماعيلي يبدأ تدريجيا في الاستحواذ على منطقة منتصف الملعب ، وتدريجيا يتحول هذا الاستحواذ إلى هجمات منظمة وفرص مؤكدة. ويحصل جيلبيرتو على أول إنذار في المباراة لخشونته مع شريف عبد الفضيل في الدقيقة 12 ، وبعدها بدقيقة يلغي الحكم هدفا لحمص برأسه لوجود خطأ على رمزي صالح حارس الأهلي ، ثم يتوقف اللعب دقيقة لعلاج فلافيو من عرقلة معتصم سالم ، ثم ارتباك بين داريو كان ومعتصم سالم يستغله فلافيو بتسديد كرة برأسه مرت بجوار القائم. ويحصل وائل جمعة على إنذار "تقليدي" لضربه محمد محسن أبو جريشة بالكوع في الدقيقة 19. في الدقيقة 20 تلوح أول فرصة حقيقية للإسماعيلي ، حيث ينطلق عبد الله السعيد بمجهود فردي في الجهة اليسرى ويراوغ ولكنه يسدد عاليا ، وكانت أخطر فرص الإسماعيلي في هذا الشوط قذيفة محمد حمص التي صدتها عارضة الأهلي ، وبعدها يتصدى صالح بأعجوبة لتسديدة أخرى من السعيد أيضا ، ويرد فتحي من الأهلي بانفراد محقق ويسدد كرة قوية ولكن في جسم الحارس صبحي في الدقيقة 30. ويحصل حمص على إنذار لعرقلة معتز إينو من الخلف ، وفي الدقائق الأخيرة من هذا الشوط ، تسنح لمحمد أبو تريكة فرصة رائعة لإحراز هدف ثان ، ولكنه يسدد الكرة ضعيفة في يد صبحي. وتزداد المباراة حلاوة في الشوط الثاني ، ويلعب مهاب سعيد في صفوف الإسماعيلي بدلا من معتصم سالم ، ويحصل عبد الله السعيد على إنذار للعرقلة والاعتراض ، ويدفع البرتغالي مانويل جوزيه بسيد معوض بدلا من معتز إينو في الدقيقة 58 ، وهذا التغيير أثر كثيرا على قدرات الإسماعيلي ، خاصة وأن معوض تحرك كثيرا في الجبهة اليسرى لسحب أكثر من لاعب إسماعيلاوي معه. وفي الدقيقة 63 ، يدفع البرازيلي ريكاردو المدير الفني للإسماعيلي بمهاجمه جامبو بدلا من العراقي مصطفى كريم أملا في تنشيط الهجوم. ويحصل إبراهيم يحيى مدافع الإسماعيلي على إنذار في الدقيقة 74 للخشونة مع فلافيو الذي أرهقه كثيرا بطول الملعب وعرضه. وفي الدقيقة 76 ، يجري جوزيه تغييره الثاني بنزول أحمد حسن "مربوط الرأس" بدلا من أبو تريكة "المراقب بشدة" ، ثم يجري ريكاردو تغييره الأخير بنزول المهاجم يوسف جمال بدلا من أحمد خيري. ويحدث احتكاك بسيط بين سيد معوض ومهاب سعيد ينتهي بالصلح على يد الحكم. وفي الدقيقة 85 ، يجري جوزيه التغيير الأخير بنزول مهاجمه الشاب محمد طلعت بدلا من فلافيو الذي تساوى مع الغاني باباركو لاعب طلائع الجيش في ترتيب هدافي الدوري برصيد 12 هدفا لكل منهما ، بينما فشل في اللحاق بهما مصطفى كريم لاعب الإسماعيلي الذي توقف رصيده عند 11 هدفا. في الدقيقة 88 ، يسقط أحمد السيد على الأرض مصابا في كرة مشتركة مع جامبو الذي لم يفعل شيئا ، ويتوقف اللعب لعلاجه. وتمر الدقائق الأخيرة سريعا بفضل نجاح تغييرات الأهلي في القضاء على مكامن خطورة الإسماعيلي ، في حين كانت تغييرات ريكاردو في حدود ما لديه من خامات. وبعد احتساب يطلق الحكم الإسباني صفارته معلنا نهاية المباراة التي كانت مسك ختام لواحدة من أنجح مسابقات الدوري المصري الممتاز منذ سنوات ، وتخرج جماهير الأهلي في مظاهرات فرح ابتهاجا بالدوري الثمين ، ويحتفل شادي محمد قائد الفريق باللقب بتسلق العارضة على طريقة عصام الحضري ، وتهتف جماهير الأهلي لجوزيه الذي كتب بهذه البطولة صفحة النهاية في كتاب مليء بالبطولات والإنجازات ، بينما استحق لاعبو الإسماعيلي تحية جماهيره وكافة جماهير الكرة المصرية أيضا على الموسم الرائع الذي قدموه.