قتل خمسة مدنيين وأصيب العديد من الأشخاص اليوم الأحد في سوريا بنيران قوات الأمن في مدينتي الرستن وتلبيسة قرب حمص (وسط) اللتين يحاصرهما الجيش منذ الفجر. وقال ناشط حقوقي رافضا كشف هويته إن "5 مدنيين قتلوا برصاص قوات الأمن" في هاتين المدينتين غير البعيدتين من حمص. وأضاف "تم نقل أكثر من 100 جريح إلى المستشفى الوطني والمستشفى العسكري في حمص"، ثالث كبرى المدن السورية والتي تبعد 160 كم شمال دمشق. وكان النظام السوري الذي يواجه حركة احتجاج غير مسبوقة ارسل في الأسابيع الأخيرة الجيش إلى العديد من المدن وخصوصا تلكلخ (150 كم شمال غرب دمشق) وحمص (وسط) وبانياس (شمال غرب) ودرعا (جنوب) التي شكلت مهد التظاهرات. وكان الناشط قال لوكالة الفرنسية في وقت سابق إن "عشرات الدبابات طوقت فجر اليوم مدينتي الرستن وتلبيسة وقرية دير معلا" الواقعة بين حمص وحماة. بدوره، قال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان في اتصال هاتفي من لندن، إن جنودا انتشروا في محيط تلبيسة. وأضاف "بدأت عمليات تفتيش في هذه المدينة" التي شهدت مساء الجمعة تظاهرة كبيرة مناهضة للنظام. وأوضح عبد الرحمن الذي يتحدر من درعا أن القضاء السوري اتهم اليوم الأحد الطبيب محمد عوض العمار ب"المساس بهيبة الدولة ونشر أنباء كاذبة". وهذا الطبيب الذي يعمل في مستشفى الجاسم في درعا كان التقى أخيرا شخصية عسكرية رفيعة وعرض عليه وساطة لتسوية ديموقراطية في سوريا. لكنه اعتقل بعيد ذلك في التاسع والعشرين من إبريل. وكان ناشطون دعوا على صفحة "الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى التظاهر تضامنا مع الفتى حمزة الخطيب (13 عاما)، مؤكدين أنه قضى تحت التعذيب على أيدي السلطات الأمنية في درعا (جنوب) معقل حركة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام السوري منذ منتصف مارس. كما وضع الناشطون صورة الفتى الخطيب على واجهة صفحة "الثورة السورية" مع عبارة "لن نسكت أبدا" وجاء في نص على الصفحة بشأن الفتى الخطيب "اليوم سوريا كلها ستنتفض لأجلك لأجل براءتك لأجل دموع أمك، لأجل حرقة قلب أبيك لأجل أبنائنا ستغضب سوريا نعم ستغضب سوريا كلها لأجل حمزة". وقال عبد الرحمن "لا يمكن السكوت عن التعذيب في درعا ومدن أخرى. على السلطات السورية أن تحاكم من قاموا بتعذيب حمزة الخطيب والآخرين". ويوم الجمعة الماضي، قتل 12 شخصا على الأقل خلال تفريق تظاهرات من جانب قوات الأمن، وفق ناشطين. وتقول منظمات غير حكومية إن أكثر من ألف شخص قتلوا واعتقل نحو 10 آلاف آخرين منذ بدء التظاهرات المناهضة لنظام بشار الاسد في منتصف مارس. في المقابل، تقول السلطات السورية التي تحمل "عصابات إرهابية مسلحة" مسؤولية ما يحصل أن 143 عنصرا من قوات الأمن قتلوا منذ بدء التظاهرات. وفرضت عقوبات أمريكية وأوروبية على الرئيس السوري بشار الأسد على خلفية قمع التظاهرات وطالب الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الأسد في ختام قمة مجموعة الثماني التي عقدت في فرنسا هذا الأسبوع ب"الانتقال من الأقوال إلى الأفعال".