دعا نشطاء سوريون المحتجين المطالبين بالديمقراطية إلى اتباع إستراتيجية «المظاهرات الطيارة» بشكل يومى فى مواجهة قوات الأمن والجيش، وإلى الخروج غدا فى مظاهرات حاشدة سموها «جمعة حماة الديار». فعلى صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي، قال هؤلاء النشطاء: «سنقوم بشكل يومى بمظاهرات طيارة، وهى أحد اختراعات الثورة السورية، فهذه المظاهرات تبدأ فى منطقة ما، وحالما يأتى الأمن تنفض ثم تنتقل إلى منطقة أخرى، أى تطير من منطقة إلى أخرى». ورأوا أن «فائدة هذه المظاهرات عظيمة، فهى إنهاك وتشتيت وتحطيم لنفسية رجال الأمن والشبيحة (البلطجية)، وتضعهم تحت الضغط النفسى الشديد، الذى سيؤدى إلى انفجارهم وانهيارهم فى النهاية». وإضافة إلى هذه المظاهرات اليومية، دعا النشطاء إلى احتجاجات حاشدة غدا تحت اسم «جمعة حماة الديار»، داعين الجيش إلى الانحياز لخيار الشعب الذى يريد إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد القائم منذ عام 2000. ووجهوا حديثهم إلى الجيش: «استفق أيها الجيش البطل، وتحرر من عقدة آل أسد (...) ولتكن لك عبرة فى عناصر الجيوش العربية التى انحازت للثوار فى تونس ومصر واليمن وليبيا، فأنت أهل لذلك، والشعب السورى يستحق كل خير منك بعد أن قدم كل ما يملك من أجل دعمك ودعم موازنتك، فهلا رددتم لهم الجميل يا حماة الديار». ومضوا قائلين: «انحازوا فى يوم جمعتكم إلى الشعب والثورة، واجعلوها عن حق وحقيقة جمعتكم وجمعة حماة الديار، ردوا الجميل ودكوا عروش الطاغية المجرم، لعل اسمكم يخلد فى الأرض وفى السماء، وما عند الله خير وأبقى». ورفع النشطاء صورة يوسف العظمة، القائد العسكرى السورى الذى قتل وهو يحارب ضد الانتداب الفرنسى، كشعار لاحتجاجات يوم الجمعة المقبل، وكتبوا على الصورة: «يوسف العظمة يناديكم». وفى تصريحات خاصة ل «الشروق» عبر الهاتف من لندن، قال مدير جمعية حقوق الإنسان السورية وليد صفور إن «مشكلة الجيش هى فى الضباط الكبار، فقد اختارهم النظام من زمرته، وربط مصالحهم ببقائه، ومعظمهم متورطون فى الفساد وسرقة المال العام، أما عامة أفراد الجيش فقد قتل منهم الكثير، لرفضهم إطلاق الرصاص على المتظاهرين». ومضى صفور قائلا: «نحاول عبر احتجاجات الجمعة المقبلة تشجيع الجيش على الاقتداء بالجيشين المصرى والتونسى، والتأكيد على دور الجيش الوطنى هو حماية الديار وليس حماية النظام بتوجيه البنادق إلى صدور المواطنين». ورأى أن «الانحياز للشعب يتصاعد داخل الجيش، حتى بات النظام يتبع عدة أساليب وقائية عندما يستعين بالجيش لقمع الاحتجاجات، منها الاستعانة بقوة محدودة حتى لا تنشق وتنحاز للشعب، وأن تلازمها قوات أمن وشبيحة ليطلقوا الرصاص على أفرادها إذا انحازوا بالفعل إلى الشعب». وبحسب منظمة «سواسية» السورية لحقوق الإنسان فإن قوات الجيش والأمن قتلت 1100 شخص على الأقل خلال الاحتجاجات الدائرة منذ منتصف مارس الماضى، مضيفة أن معظمهم استشهدوا فى منطقة سهل حوران جنوبى البلاد. وأوضحت المنظمة أن عدد الشهداء ارتفع بشكل كبير مع استخدام الجيش فى قمع المظاهرات. وتواصل قوات الأمن والجيش حصارها الخانق للعديد من معاقل الاحتجاجات، ومن بينها حمص (وسط) وبانياس (شمال غرب) ودرعا (جنوب). خارجيا، وضمن مساعى الغرب لتكييف الضغوط على الرئيس السوري، يعتزم الرئيس الأمريكى باراك أوباما إثارة موضوع فرض عقوبات من قبل مجلس الأمن الدولى على الأسد خلال اجتماعه مع نظيره الروسى ديمترى ميدفيديف على هامش مشاركتهما فى قمة مجموعة الدول الثمانى الصناعية الكبرى فى باريس اليوم، بحسب صحيفة «الرأى» الكويتية أمس. وكان الأسد قد أبلغ ميدفيديف فى اتصال هاتفى عزمه الاستمرار فى محاربة ما سماها القوى «المتطرفة والأصولية»، مشددا على أن «المسئولين السوريين يفعلون كل ما بوسعهم للسماح للمواطنين السوريين بحرية التعبير». وعلى خطى الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى، أعلنت سويسرا عن تجميد الأصول التى تعود للأسد، فضلا عن حرمانه مع تسعة آخرين من أعضاء الحكومة من السفر إلى سويسرا أو العبور من أراضيها، وقد بدأ تنفيذ القرار اعتبار من الأمس.