تكشف أزمتا «السولار والبوتاجاز» يوما بعد يوم، ولكل من يتابعها، أن خطط مواجهة الأزمات وإدارتها بمصر غائبة، وحبر على ورق وأن ما يملكه المسئولون حيال الأزمات المتكررة، مجرد «حنجرة» فقط، لا تسمن ولا تغنى من جوع. فقد شهدت مدينة «بيلا» بمحافظة كفر الشيخ، تظاهر المئات من المواطنين صباح أمس، أمام المجلس المحلى، مطالبين بإقالة رئيس المدينة ومسئولى التموين وحل المجلس المحلى، بعد أزمة البوتاجاز. وأكد حسن أبوشادى أحد الأهالى على أنهم «زهقوا وتعبوا» من ممارسات أصحاب المستودعات بمركز بيلا ببيعهم حصة اسطوانات البوتاجاز فى السوق السوداء، وطالبوا محافظ كفر الشيخ بإقالة رئيس المدينة ومحاسبة أصحاب المستودعات بإلغاء رخصة من يتم تورطه منهم. وفصل مسئولى التموين المقصرين من عملهم باعتبار أن ما يحدث من تخريب لمقدرات الوطن جريمة بشعة، وأن الأهالى سيستمرون فى التظاهر حتى تتحقق مطالبهم. فى حين قام مزارعو 3 قرى بمركز المنيا بقطع الطريق الزراعى السريع عند قرية الحواصلية، بسبب عدم قدرتهم على الحصول على السولار المهم لزراعاتهم وقرب الموسم الزراعى على الانتهاء، بالإضافة لعدم قدرة البعض على الرى أو رفع المحاصيل القديمة من الأراضى الزراعية بسبب توقف الآلات الزراعية. كل ذلك دفع 3 آلاف شخص من أهالى قرى الحواصلية وأبوحماد، وبنى أحمد بقطع الطريق الزراعى السريع، احتجاجا على عدم قدرتهم على الحصول على سولار، وتهجم البلطجية عليهم بالسنج والأسلحة النارية داخل محطات الوقود واستيلائهم على السولار عنوة، مما تسبب فى وقف دريس القمح، بالإضافة لوقف زراعة المحاصيل الشتوية أو حرث التربة الزراعية لتجهيزها أو رى الأراضى الزراعية بسبب وقف الجرارات الزراعية وكذلك حاجة آلات الرى للسولار. وطالب المزارعون مسئولى التموين والجيش بوضع حد لهذه المهزلة قبل انتهاء الموسم دون زراعة مما سيتسبب فى تلف المحاصيل وارتفاع الأسعار بشكل خيالى. وفى محافظة سوهاج، شنت مباحث التموين حملات مكثفة على جميع محطات البنزين والسولار بجميع مدن وقرى المحافظة، لضبط أصحاب الذمم الضعيفة وتجار السوق السوداء. حيث تمكنت الحملات من ضبط صاحب محطة بنزين بقرية جزيرة شندويل، أثناء قيامه بتعبئة 10 أطنان سولار داخل جراكن وبيعها بسعر يتجاوز ال40 جنيها كذلك ضبط 540 لترا، بحوزة صاحب بنزينة بقرية بلصفورة، و280 لترا بنجع النجار و500 لتر بمحطة بنزين بجرجا، قاموا بتجميعها وإخفائها داخل سراديب لبيعها بالسوق السوداء. من جانبه قرر اللواء وضاح الحمزاوى محافظ سوهاج تشكيل لجنة من مباحث التموين والرقابة التموينية، للمرور بصفة دورية على المحطات وتحرير محاضر لأصحابها فى حالة مخالفتهم للسعر المحدد، والغلق فى حال تكرار المخالفة. كما شهدت محطات الوقود بمحافظة قنا أمس، تكدس العشرات من سيارات السيرفيس لتمويل سياراتهم وذلك بعد شائعة عن اختفاء السولار فى محافظات الوجه البحرى، الأمر الذى أدى إلى استغلال بعض المحطات على الطرق وبالقرى إلى رفع سعر الصفيحة إلى 25 جنيها بدلا من 22 جنيها. من جانبه أكد حامد أبوالجود، وكيل أول وزارة التموين بقنا، ل«الشروق» أنه لا توجد أزمة سولار فى قنا وأن هناك رصيدا يوميا يتم توزيعه على المحطات فرصيد أمس فقط نحو 1050 طنا من السولار وهو ما يكفى ليومين. وأشار أبوالجود، إلى أنه دائما فى الأزمات ما تنطلق الشائعات بين المواطنين والخوف من اختفاء السولار هو ما يدفع المواطنين لتمويل أكبر قدر منه، وأنه لا يوجد أزمة وأن محطات الوقود والمخابز تعمل بكامل قوتها وتقوم مديرية التموين بمتابعة ذلك بشكل مستمر. فى حين أكد المحاسب محمد إسماعيل مدير التجارة الداخلية والمشرف مراقبة المواد البترولية بمديرية تموين الوادى الجديد، على أن المحافظة بها 700 طن فقط من السولار وهو رصيد يكفى لمدة يومين ونصف اليوم فى ظل معدلات استهلاك المحافظة اليومية والاعتماد على السولار بشكل كبير فى كثير من أعمال السيارات والمعدات وغيرها. وقال «نطالب بتوفير 2000 طن كمخزون بالمحافظة خشية تفاقم الأمر وبعد المسافات بين المحافظة والمحافظات الأخرى، وكذلك المسافات المتباعدة بين مراكز المحافظة بعضها البعض، وأكد على تشديد الرقابة بشكل مستمر على محطات الوقود والكشف عن وجود أى شخص يتاجر بشكل غير قانونى فى السولار، وملاحقة أى تلاعب فى أسعار السولار المدعم. أعد هذا الملف محمد نصار ماهر عبدالصبور محمد عبده حمادة عاشور عمرو بحر محمد السرساوى حازم الخولى