نفذت الطائرات التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ضربات جوية على منطقة باب العزيزية في العاصمة الليبية طرابلس قبل فجر اليوم الثلاثاء، في هجوم وصف بأنه الأعنف منذ بدء العمليات. وذكرت أسوشيتد برس أن الطائرات نفذت عشرين ضربة في أقل من نصف ساعة، مما أحدث دويًا هائلا في محيط باب العزيزية الأكثر تحصينا، وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن دوي انفجارات قوية سمع وسط العاصمة طرابلس قبل فجر اليوم. كما شوهد عمود من الدخان يرتفع في قطاع باب العزيزية. ولم يعرف على الفور حجم الأضرار الناجمة عن القصف. وفي نفس السياق أكد رئيس هيئة أركان الجيش الوطني الليبي التابع للثوار عبد الفتاح يونس إن الجبهة الشرقية ثابتة وتعيش حالة استعداد دائم، مشيرًا إلى أن القادة العسكريين والميدانيين يدرسون خططا للتحرك. ورفض يونس الكشف عن وجهة وموعد التحرك، قائلاً إن ساعة الصفر أحد أسرار الجبهة. من جهة أخرى قالت مصادر الثوار إن كتائب القذافي حشدت نحو سبعة ألاف مقاتل في البريقة وزودتهم بالأسلحة وسحبت منهم الآليات خوفاً من فرارهم. على صعيد آخر، يستعد حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتوجيه ضربات جوية أكثر دقة لقوات القذافي، وذلك طبقا لما كشفه وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، الذي أشار إلى استخدام مقترح لمروحيات حربية في العمليات، مشيرًا في تصريحات للصحفيين في بروكسل إلى أن هذا الإجراء "يتفق مع قرار الأممالمتحدة لحماية المدنيين الليبيين ومع العمليات العسكرية لحلف الناتو". وقال إن "ما نريده هو تحسين القدرات لتوجيه ضربات على الأرض بطرق أكثر دقة". وتشير رويترز في هذا الصدد إلى أن ضربات الناتو ألحقت أضرارا بقوات القذافي لكنها ليست كافية. وقد ذكرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية في وقت سابق أن حاملة المروحيات الفرنسية "تونير" توجهت إلى ليبيا يوم 17 مايو الجاري وعلى ظهرها 12 مروحية. وذكر مصدر دبلوماسي فرنسي أن هذا الإجراء لا يمكن اعتباره جزءا من إستراتيجية لاستخدام قوات برية. بدوره، أيد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ التصور الفرنسي، وقال إنه يتفق مع فرنسا والآخرين على تشديد الضغط العسكري والاقتصادي والدبلوماسي على نظام القذافي، لكنه امتنع عن الإفصاح عما إذا كانت بريطانيا ستشارك في استخدام المروحيات.