أحلام كثيرة تفيض بها أفكارها.. وتحديات كبيرة تواجها على أرض الواقع.. تلك هى المعادلة الصعبة التى تحاصر هالة حشيش رئيس الفضائية المصرية ونائب رئيس القطاع الفضائى، التى لم يمر على مهمتها الجديدة سوى شهر ونصف الشهر. تعترف حشيش فى هذا الحوار أن القناة الفضائية المصرية لا يشاهدها أحد بعدما هرب الجميع إلى فضائيات أخرى، وأن دورها هو إعادة المشاهد إلى المصرية مرة أخرى. لماذا كنت حريصة على تقليل مدة البرامج؟ حرصت على تخفيض مدة البرامج لأواكب الإيقاع الذى يجرى من حولنا، فالمصرى المقيم بالخارج وهو المستهدف بالنسبة لى، أصبح إيقاعه مثل إيقاع حياته سريعا، وهو ما ينطبع على البرامج التى يشاهدها فى الخارج، فالنجوم والشخصيات الكبيرة مهما كانت مكانتها وشهرتها لا يتم استضافتهم أكثر من 5 دقائق فى معظم البرامج، ولابد أن تكون لنا نفس الروح. إذن بدأت بالفعل تسيرين فى نفس الاتجاه؟ لن نصل إلى هذه المرحلة بكل تأكيد، وكل ما فعلته أننى خفضت مدة الحلقات فى بعض البرامج من 45 دقيقة إلى 30 دقيقة وحرصت ألا تقتصر الحلقة على الوجود فى الاستوديو، وطالبت فريق العمل بالخروج وعمل تقارير يومية جاذبة لعين المشاهد لتحقيق الهدف من منظومة «اكتشف مصر» ولا أعتقد أن هذا الأمر من شأنه أن يأتى برد فعل عكسى، فقبل أن أقرر أى شىء تحاورت مع فرق عمل البرامج التى تم تخفيض مدتها ولم أجد أى اعتراض من أصحابها، خاصة أن الأمر يصب فى النهاية لصالح الشاشة ومصلحة الرسالة التى نؤديها. ولكن قيل إن سبب تخفيض مدة هذه البرامج هو إتاحة الفرصة لعرض برنامج سبوت الذى أبديت تحمسك له؟ الفضائية المصرية كانت بحاجة لمثل هذا البرنامج، وفكرته تدور حول تغطية الأحداث التى تجرى فى مصر يوميا من خلال تقارير سريعة وهو ما نجح فيه برنامج «سبوت» ومدته 15 دقيقة، ولكن فوجئنا أن هذه المدة القصيرة تستوعب 4 تقارير فقط ل4 أحداث مختلفة، والحقيقة أننى استفدت كثيرا من الخبرة التى حصلت عليها أثناء وجودى فى قناة النيل للأخبار، فأنا أتعامل بنفس الإطار العالمى لنقل الأحداث واجتمعت بمجموعة المراسلين الموجودين فى القناة وشرحت لهم كيف نصنع تقريرا سريعا ملما بكل الأحداث، ونجح المخرجون فى استثمار الربع ساعة لتغطية أكثر من حدث. بمناسبة حديثك عن قناة النيل للأخبار .. هناك من يؤكد حرصك على تحويل المصرية إلى قناة إخبارية تعويضا عن منصبك كرئيس سابق لقناة النيل للأخبار؟ لم أسع مطلقا أن أحول «المصرية» إلى قناة «النيل للأخبار» ولكننى سعيت بالدرجة الأولى أن أجعل الإيقاع أكثر سرعة، وأن أجعل المذيعين يتحركون ويوجدون فى كل مكان وأن نخرج عن نطاق الاستوديو على ألا يكون سوى همزة الوصل بين ما يحدث فى الخارج والداخل فى محاولة جادة لإعادة المشاهد إلى قناة المصرية «أنا عايزة الناس تشوفنا». هل تتفقين معى أن برنامج «صباح الخير يامصر» الذى يأخذ من مساحة القناة حوالى 3 ساعات لا يتفق مع هوية القناة؟ لا أود الحديث فى هذا الموضوع، ولكن أؤكد أن أنس الفقى وزير الإعلام يفكر فى عمل برنامج صباحى يناسب هوية وشخصية الفضائية المصرية مثلما فكر فى الأمر ذاته مع القناة الثانية، فكان برنامج «نهارك سعيد». هناك قرار آخر يتعلق بالاستعانة بالمستبعدين ومنحك ثقتك الكاملة لهم رغم أنهم وفقا للقيادات السابقة لا يملكون الكفاءة؟ أولا أنا ضد كلمة «مستبعدين»، فهؤلاء هم ناس ذوو خبرة، ولكن لم يحدث أن تمت الاستعانة بهم فى المرحلة الأولى من التطوير ولم يجدوا من يجلس معهم ويستمع إليهم وأنا بطبيعتى حريصة على الاهتمام بالعاملين معى، لأنهم الأعمدة الحقيقية التى تقف عليها الشاشة، ودونهم لن نستطيع فعل شىء. ولكن الوزير نفسه اقترح إنتاج برنامج لهم للترضية، على أن يذاع البرنامج 3 أيام أسبوعيا، فلماذا قررت عرض البرنامج طوال الأسبوع؟ هذا غير صحيح، فبرنامج «كافيه» لايذاع سوى 3 أيام فقط، وماحدث أننى راهنت عليهم، لقد اجتمعت بهم وأعطيتهم الدفعة لكى يبذلوا أقصى ما لديهم من جهد، وأعطيتهم التوجيه اللازم، واستفدت من حالة الغضب التى كانت تعتريهم لعدم إشراكهم بالمرحلة الأولى، فقدموا أحلى شغل، وأنا لم أكن لأغامر بهم لمجرد المغامرة، خاصة أننى جئت لأحقق نجاحا. ماذا عن قرار منحك صلاحيات مطلقة لمحمد خليل المسئول عن الإعداد والتنفيذ بالقناة؟ رغم ما ألمسه من نجاح حقيقى مع المشاهدين والذى يتجسد فى المكالمات الهاتفية التى نستقبلها يوميا من جميع أنحاء العالم، إلا أننى حزينة على هؤلاء الذين لا هم لهم سوى إطلاق شائعات وأقاويل لاأساس لها من الصحة ومن يدعى علىّ كذبا بأننى أعطيت صلاحيات لمحمد خليل فهو إنسان مريض. فلقد جئت ومحمد مسئول الإعداد والتنفيذ ويعمل فى هذا الإطار دون زن يخرج عنه. لكن هناك من يؤكد أنه صاحب اقتراح تقليل مدة البرامج وأنه استعان بأصدقاء له فى القناة الثانية وأسند لهم أعمالا بالقناة! هذا غير صحيح، فليس من سلطاته أى من هذا، وأنا اندهش من هذا الكلام وأزعم أن «المصرية» بابها لم يكن مفتوحا من قبل كما هو الحال فى عهدى، وإذا وقع ضرر على أى أحد فلدىّ الاستعداد التام لرفع هذا الضرر وفورا. أنا أعمل على الموجود وما هو متاح لى من مذيعين ومخرجين، وعندى القدرة لأصل بهم ومعهم إلى مكانة متميزة للغاية. لماذا استبعدت المعدين من اجتماعك الأخير الذى اقتصر على المذيعين والمخرجين فقط؟ اجتمعت بالمخرجين والمذيعين فى قاعة الاجتماعات فقط، لأننى لم أكن اجتمعت بهم من قبل، حيث إن مكتبى لم يكن يكفى هذا العدد، أما المعدون فلقد اجتمعت بهم من قبل أكثر من مرة. من اللافت للنظر أنه عندما تتولى قيادة جديدة أى منصب تحرص على تنظيف المكان ودهانه وفرشه من جديد فى شكل قد يبدو مزعجا وغير مفهوم؟ ليس مع القطاع الفضائى، فالمكان لم يتم تنظيفه منذ 12 عاما، وأنا مؤمنة أن جزءا من الاهتمام بالعاملين هو أن أهيىء لهم الجو المناسب للعمل من مكاتب نظيفة ومكان مناسب، فكيف أتوقع عملا جيدا على الشاشة لناس تعمل فى هذا الجو الكئيب. على ماذا تراهنين فى الفترة المقبلة؟ على ذاكرة التليفزيون المصرى، وهو كنز كبير لا يمكن الاستهانة به رغم الصعوبة الشديدة التى أواجهها وأنا أبحث عن بعض المحتويات وما المشكلات التى تعترض طريقك؟ أحاول أن أتلاشى العقبات، لكن تقف أمامنا مشكلة كبيرة وهى أن العرض الفضائى يختلف تماما عن العرض الأرضى، ومعظم شركات الإنتاج حريصة على وضع شرط فى عقودهم المبرمة بينهم وبين اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وهو ماعدا العرض الفضائى والاكتفاء بالعرض الأرضى، وهو الشرط الذى يحرمنا من الوجود فى مناسبات عديدة منها مهرجان «كان» على سبيل المثال، أو عرض مسلسلات أو أفلام تعرض فقط على شاشة «المصرية».