سقوط ضحايا أو وقوع مصابين فى مشاجرات بالأعيرة النارية، أو تنظيم مظاهرات احتجاجية أو التلويح بها، بات مشهدا مألوفا ومتكررا فى محافظات عدة، وتنحصر كلها فى عبارة واحدة «نقص السولار والأنابيب».. ففى سوهاج أم تفقد جنينها فى طابور أمام مستودع، وفى كفر الشيخ مظاهرات لصيادين ومزارعين، وفى أسيوط مصابون فى مشاجرات بالأسلحة، وأحداث أخرى دامية تسير على نفس الوتيرة، والسؤال: إلى متى تستمر الأزمة؟ ففى كفر الشيخ، نظم أكثر من 20 ألف صياد من قرية برج البرلس ببلطيم والشخلوبة بسيدى سالم، صباح أمس، اعتصاما مفتوحا أمام عششهم بسبب نقص السولار، وشكوا من توقف مراكبهم ومحركات الثلاجات الخاصة بحفظ الأسماك، وهو ما يعرضهم لضرر بالغ، ومن جانبه أكد عبدربه الجزايرلى، شيخ الصيادين ببرج البرلس، أن الصيادين متوقفون عن العمل رغما عن إرادتهم لعدم وجود سولار كافٍ لتشغيل المراكب، محذرا من تصعيد الاعتصام خلال الأيام المقبلة فى حالة استمرار الأزمة. وفى السياق نفسه نظم أكثر من 10 آلاف مزارع بقرى حصة الغنيمى والشقة وعجلان ومحلة موسى بمركز سيدى سالم، أمس، احتجاجا على عجزهم عن رى أراضيهم لنقص السولار، محذرين من تعرض محاصيل الأرز والقطن والقمح للتلف، وطالبوا المحافظ أحمد زكى عابدين بإقالة رؤساء المدن لتقاعسهم عن حل الأزمة. وفى سوهاج، فقدت سيدة جنينها إثر سقوطها وتعرضها للدهس بالأقدام بسبب تدافع الأهالى فى أحد الطوابير أمام مستودع الأنابيب بحى الشهيد عبدالمنعم رياض، لأسبقية الحصول على الدور، فضلا عن وقوع حالات إغماء أخرى. وحول أزمة السولار فقد أكد عدد من مزارعى مراكز جهينة والمنشاة وطما إنهم يتوجهون حاملين الجراكن بمجرد شروق الشمس إلى محطات التموين ليتمكنوا من حجز أماكنهم للحصول على السولار لتشغيل محركات الرى، مؤكدين تأخر حصاد محصول القمح لتوقف ماكينات «الدس»، وهو ما يهدد بتلف المحصول، وانخفاض حجم الانتاج هذا العام. وفى أسيوط، تصاعدت أزمة السولار إلى مشاجرات بالأعيرة النارية فى مركز ديروط بين عدد من سائقى السيارات وأصحاب الجرارات الزراعية، بسبب أسبقية الحصول على السولار أسفرت عن وقوع مصابين، فيما تكدست عشرات السيارات أمام المحطات وأغلقت الشوارع الشوارع الرئيسية والطريق السريع عند مدخل منطقة نزلة عبداللاه بسبب الطوابير، فيما هدد عدد من سائقى السيارات بالاعتصام وقطع الطريق الزراعى «أسيوطالقاهرة» احتجاجا على عدم توافر السولار وتوقف سياراتهم وعجزهم عن دفع أقساط السيارات. وفى الغربية، تمكنت مباحث التموين فى حملة موسعة من ضبط عدد من المخالفين، بينهم صاحب محطة وقود بزفتى لتصرفه فى 35 ألف لتر سولار، وآخر بمنطقة الرجبى بالمحلة لامتناعه عن بيع السولار، وصاحب محطة بمدينة المحلة لامتناعه عن البيع وتم التحفظ على 23 ألف لتر سولار، وتحرير محضر ضد محطة تموين بقرية صفط تراب بمركز المحلة لبيعها 7 آلاف لتر سولار فى السوق السوداء، إلى جانب ضبط محطات وقود بكل من كفر الزيات والمحلة وطنطا ووصل عدد المحاضر المحررة إلى 15 محضرا. وفى الفيوم، تعطلت ماكينات دهس القمح عن العمل لنقص السولار، وقال أحمد مصطفى، من أبناء مركز سنورس، أن المزارعين اضطروا إلى التوجه لمدينة الفيوم والوقوف فى طوابير وهم يحملون الجراكن لأجل الحصول على كميات من السولار تكفيهم لتشغيل الماكينات واستئناف حصاد القمح، هذا فيما توقفت سيارات الاجرة على خط «سنورس الفيوم» لنقص السولار، واستغل بعض السائقين الأزمة ورفعوا الأجرة بنسبة 50%. وفى البحيرة، هدد المزارعون بتبوير الأرض وعدم زراعة الأرز هذا العام فى حالة استمرار نقص السولار، واتهموا الحكومة بالمسئولية عن الأزمة، ومن جانبهم وضع مسئولو الرى ماكينة على رأس كل ترعة لخدمة 4 قرى، وفشلوا فى ايجاد حلول للرى بالغمر لتهدئة ثورة الفلاحين، ولجأ بعضهم إلى تحميل الحكومة السابقة المسئولية عن الأزمة، ومن جانبه أكد المهندس محمد عبداللطيف الحداد أن طريقة الرى بالغمر أثبتت جديتها، متهما الحكومة السابقة بالتحايل على المزارعين بفرض الرى المطور لخدمة عدد من رجال الأعمال، مشيرا إلى وجود عشرات الحلول أمام المسئولين لعودة الرى بالغمر، وسرعة انقاذ الارض الزراعية من البوار.