تعتبر منطقة باريس بالوادى الجديد، والتى صدر قرار بتحويلها إلى مركز إدارى يضم عدة قرى منذ سنوات قليلة هى بوابة الوادى الجديد الجنوبية. باريس والتى تقع على بعد 100 كم جنوب الخارجة عاصمة المحافظة، لها تاريخ طويل، باعتبارها أقدم القرى، قبل أن تتحول إلى مدينة ملحق بها 8 وحدات محلية قروية، تبدأ من بغداد شمالا وحتى قرى درب الأربعين جنوبا، يضاف لها عدد من العزب الصغيرة، والتى انبثقت من رحم باريس قديما، مثل «الفاخورة والعيون والقصر القبلى والمكس ودوش وعين الطرفاية»، يبلغ سكان مركز باريس 12 ألف نسمة، ومساحتها الكلية 59664 كيلو مترا مربعا، اسم باريس لم يأت مصادفة ولم يشتق من باريس عاصمة فرنسا بل له أصول وجذور، الشاعر رشاد كرار أحد أبناء باريس والمهتم بأصول باريس قال ل«الشروق» إن اسم القرية يرجع إلى قائد رومانى، يدعى (ايز ). والذى عسكر بقواته بهذه المنطقة إبان فترة الاحتلال الرومانى بجوار عين مياه قديمة متدفقة من باطن الأرض، وسميت المنطقة قديما ب(بارايز) ثم حرفت مع الزمن إلى (بيرايز) ثم باريز ثم المسمى الحالى باريس. وأضاف: «كما هى العادة فى أبناء الواحات الاستقرار بجانب عيون المياه، وتكاثرت الأسر، وأول أسرة استوطنت باريس، كانت عائلة «الحصنية» والتى لا يزال نسلها موجودا حتى الآن بالقرية». واستطرد قائلا: «قدم لباريس عائلات مختلفة من الصعيد بعد الفتح العربى، وكانوا يأتون فى مجموعات قليلة، وأول من هاجر من الصعيد هو سرحان الكبير، والذى انقسمت عائلته على مر الزمن إلى عائلتين، هم أولاد منصور وأولاد عيسى وهم أساس تكوين باريس بوصفها الحالى، ولحقت بهم عائلات من الشرق والغرب ومن بين تلك العائلات الغلابنة والشرابجة والبصلية والخطايبة، وتعايشوا جميعا مع بعضهم البعض. ورغم حدوث صراعات بين العائلات المختلفة، فإن ذلك انتهى بعد صلح شهير، وقسمت العقود والعمودية والمشيخات والمأذونية، وذلك خلال فترة الاحتلال الفرنسى لمصر وتقسيمها، وهناك بواقى عهود مكتوبة إلى الآن. وأضاف أن هناك تقاربا بين أبناء باريس فى الطباع مع أبناء قنا واسنا، واستمر الأمر حتى استقبال عائلات قرى التهجير وأعمار الوادى الجديد بعد ثورة يوليو، وعلى الرغم من قدم باريس وقراها فإنها لم تكن بمنأى عن الأزمات، ونقص الخدمات وقلة المياه والفقر بالقرى البعيدة والحرمان البشرى، يقول صالح عزالدين موظف بالإدارة التعليمية بباريس، نحن إلى الآن لم نتأثر بتوابع الثورة فى إكمال الخدمات فخدمات مدينة باريس تعد مقبولة، لكن القرى لا تزال تعانى نقص المياه وكثرة أعطال الآبار الجوفية، وضياع مجهود الفلاح فى تلف المحاصيل المختلفة، فى ظل الاعتماد الكلى على مياه الآبار والعيون بالمحافظة الصحراوية. وأضاف: أراضى تقسيمات الشباب بلا خدمات، فى ظل عدم وصول الصرف الصحى، وارتفاع تكاليف توصيل المياه والكهرباء، وأضاف أن وجود الصرف مهم فى ظل التربة الطفلية بالمنطقة، وإن تسريب المياه أدى إلى تصدع العديد من المنازل الجديدة بالمنطقة، ويضيف أحمد عبدالرحمن: مستشفى باريس مستوى الخدمة بها متدن جدا، وهناك عدد من المصابين بفشل كلوى، فى حاجة لوحدة الغسيل الكلوى بالمستشفى المركزى، وإنشاء قسم للأشعة ومعامل للتحاليل، فهناك معاناة فى قطع مسافات لتلقى العلاج بمستشفى الخارجة العام، فى ظل الحوادث المتكررة وحالات الطوارئ، وطالب محمد عباس بضرورة الاهتمام بدعم مراكز الشباب بشكل أوسع فقال المبانى موجودة والشباب موجود لكن المحصلة الرياضية والشبابية صفر. وقال: لابد من إنشاء وحدات إطفاء بالقرى فى ظل تعرضها للحرائق، وبالأخص بمزارع أشجار النخيل، ويضيف محمود منصور قرى درب الأربعين التابعة لمركز باريس من القرى المحرومة والمترامية الأطراف، فالقريتان الثالثة والرابعة بدرب الأربعين، مستوى الخدمات بهما متدنٍ جدا، فلا توجد وحدة لتنقية المياه الجوفية مما جعلنا عرضة للإصابة بالأمراض. وهناك نقص فى المواصلات وماكينات توفير التيار الكهربائى، كثيرة الأعطال. بالإضافة إلى المبانى البدائية لمدارس باريس، والمقامة بالطوب اللبن. وطالب بفتح تمليك أراضٍ جديدة لشباب الخريجين من أجل الاستصلاح، وبالأخص بمنطقة «الشب»، فى ظل غياب العمل الحكومى وارتفاع معدلات البطالة، والتى أدت إلى ارتفاع مستوى الفقر.