شكلت ثنائية نقص «السولار والأنابيب» المتواصلة منذ نحو أسبوع أزمة طاحنة ضربت قطاعات مهمة فى القاهرة الكبرى ومختلف المحافظات، حيث توقفت المخابز وتكدست السيارات وتعطلت المواصلات وتأخر حصاد المحاصيل وارتبكت المصالح الحكومية، فيما شهدت تصريحات المسئولين حالة «سيولة» مقارنة بالأزمة، وتضاعفت الوعود التى تؤكد انفراج الأزمة فى أسرع وقت. ففى بنى سويف، لقيت سيدة تدعى سماح سيد، 23 عاما، مصرعها على يد زوجها أحمد طلبة، مسجل خطر، طعنا بالسكين فى مدينة بنى سويف، أمس الأول، وكان اللواء أحمد شوقى أبوزيد، مدير الأمن، قد تلقى بلاغا من شرطة النجدة يفيد بمقتل زوجة فى عزبة الصفيح بطعنات، وأفادت تحريات العميد زكريا أبوزين، رئيس مباحث المديرية، أن الزوج 30 عاما عاد إلى منزله وطلب من زوجته وابنة عمه إعداد وجبة الغداء، فأخبرته بعدم وجود اسطوانة بوتاجاز، ونشبت مشاجرة بينهما، فانهال عليها طعنا بالسكين حتى لفظت أنفاسها، وتمكن الرائد مازن سعيد، رئيس مباحث بنى سويف، من إلقاء القبض على الزوج وأمرت النيابة بحبسه على ذمة التحقيقات. وفى القليوبية، لاتزال أزمة السولار متواصلة رغم تصريحات المسئولين بزيادة حصة المحافظة إلى مليون ونصف المليون لتر يوميا لمواجهة النقص، وأغلقت محطات عدة أبوابها أمام السيارات، وانعكست الأزمة على المواصلات التى أصيبت بشلل تام وأعلن عدد منهم التوقف عن العمل نهائيا لحين حل الأزمة، فيما استغل آخرون الموقف وضاعفوا الأجرة. وفى السياق ذاته، زادت شكاوى المزارعين لعدم توافر السولار اللازم لتشغيل الآلات الزراعية والجرارات وماكينات الرى والحصاد، وزادت أسعار الرى بحيث وصل سعر رى الفدان الواحد فى بعض المناطق إلى 350 جنيها، وأكد عدد من المزارعين أن السبب فى هذا الأزمة هو إلغاء محطات الرصيف التى كانت تحمل عبئا عن أصحاب المحطات الرئيسية. وفى المنوفية، بدأت الأزمة فى الانفراج نسبيا واختفت إلى حد ما الطوابير من أمام محطات البنزين، وأكد المحافظ أشرف هلال أن زيادة حصة المحافظة بنسبة 40%، ساهمت فى حل الأزمة تدريجيا، إلى جانب تخصيص كميات إضافية من السولار للمخابز البلدية، وتكثيف الرقابة التموينية على محطات المواد البترولية. وقال المحافظ إنه جرى التشديد على أصحاب المحطات بضرورة سداد مستحقات شركات البترول لضمان شحن السولار بانتظام، فيما أكد كامل عبدالحميد، وكيل وزارة التموين، ضبط عدد من المخالفين وإحالتهم إلى النيابة حيث تم ضبط ألفى لتر سولار مخزنة بمحطة رجب عبدالفتاح بزرقان تلا، إلى جانب تحرير محضر ضد غريب السيد، المسئول عن محطة تموين سيارات مصر للبترول بأشمون لتصرفه فى 12 ألف لتر سولار، وآخر ضد مسئول محطة مصر للبترول بمنوف لتصرفه فى 38 ألفا و500 لتر سولار، ومحضر ضد محطة الجمعية التعاونية للبترول بمنوف لبيعها السولار بأعلى من التسعيرة، وآخر ضد صاحب محطة التعاون بقويسنا لتصرفه فى 46 ألفا و500 لتر سولار، وتحرير 5 محاضر لمحطات التعاون ببير شمس والباجور وميت عفيف ومصر للبترول بسبك الضحاك وأكسون بقلتا الكبرى لعدم التزامهم بسداد مستحقات شركات الشحن، فيما حررت مباحث التموين محاضر تلاعب وممارسة نشاط دون ترخيص ل 3 أفران بمركز أشمون لممارسة النشاط بدون ترخيص وحيازة نحو 10 أسطوانات غاز. وفى الفيوم، امتدت أزمة السولار من المدينة إلى مختلف المراكز، واختفى السولار وبنزين 80 من منطقة أبوجنشو بمركز ابشواى، واصطفت السيارات أمام محطات تموين الوقود، وأكد محمد رضوان، من أبناء المدينة، توقف عدد من المخابز بسبب النقص، وتضاعف سعر صفيحة السولار بنسبة 100%. ويعانى المركز أزمة مماثلة فى اسطوانات الغاز ووصل سعرها 17 جنيها فى السوق السوداء، فى حين أن سعرها الأصلى 4.5 جنيه فى المستودعات، فيما أكد الأهالى أن أحد أعضاء المجلس المحلى تمكن من الاستيلاء على سيارة محملة ب 800 اسطوانة بمعاونة 5 أشخاص وباع الواحدة ب10 جنيهات. وفى العريش، نظم العشرات من سائقى السرفيس اعتصاما فى ميدان الحرية، أمس الأول، احتجاجا على نقص الوقود، وطالب السائقون برفع تعريفة الركوب وفتح باب ترخيص سيارات الأجرة، وتشكو المحافظة نقصا حادا فى حصص الوقود منذ أيام، وتزامنت الأزمة مع دعوات لناشطين فيما عرف ب«يوم الزحف إلى القدس»، حيث اندفع الأهالى إلى تخزين الوقود خشية نفاده بسبب كثرة الطلب عليه، وهو ما ساهم فى تفاقم الأزمة. وفى البحيرة، سيطرت حالة من الغضب على الأهالى لفشلهم فى الحصول على الخبز إثر توقف المخابز عن العمل بسبب نقص السولار، وأكد المهندس محمد رشوان، مدير الرقابة التمونية، أن جهودا تبذل لإيجاد مخرج للأزمة، وقال يونس الأقرع، وكيل المجلس المحلى، إن عددا من أصحاب المخابز سلموا مفاتيح الأفران إلى الإدارات التموينية، هذا فيما توقفت معظم سيارات الأجرة عن العمل وهو ما انعكس على المصالح الحكومية التى أصيبت بارتباك لتأخر الموظفين عن عملهم. وفى المنيا، شهدت المدينة نشوب مشاجرات بين السائقين أمام محطات الوقود بسبب التسابق على الدور، وتوقفت الطرق الرئيسية بسبب الزحام أمام محطات التموين، وتأثرت حركة المواصلات بدرجة كبيرة بسبب توقف سيارات الأجرة لنقص السولار أو امتناع بعضها عن العمل إلا بعد رفع تعريفة الركوب إلى الضعف. وأكد نجيب عبدالحميد، مدير التموين بالمحافظة، أن احتياطى السولار يكفى ل 3 أيام فقط، مشيرا إلى رفض السائقين قرار تخصيص 20 لترا لكل سيارة يوميا بدعوى عدم كفايتها لتأمين سفرهم لمسافات كبيرة، فيما أعلن سيد على هاشم، مزارع، أن الأزمة تسببت فى توقف معظم الجرارات الزراعية وآلات الدرس وأن سعر الصفيحة وصل ل 50 جنيها. وفى كفرالشيخ، احتشد نحو 3 آلاف أمام ادارة تموين مطوبس، أمس الأول، احتجاجا على استمرار أزمة نقص الأنابيب، منددين باحتكار وتلاعب البعض بحصة المحافظة، وشهدت المدينة تدافعا ومشادات فى الطوابير للحصول على الأنبوبة التى تراوح سعرها بين 15و 20 جنيها. أعد هذا الملف حازم الخولى وحسن صالح ومحمد السرساوى وميشيل عبدالله ومصطفى سنجر وخميس البرعى محمد عبده ومنتصر النجار وماهر عبدالصبور