ناقشت الجلسة الحوارية "صورة العربي بعد ثورات الجماهير"، التي انعقدت خلال الدورة العاشرة من منتدى الإعلام العربية بدبي، التغييرات التي طرأت على صورة الإنسان العربي في وسائل الاتصال الغربية عقب التطورات السياسية الاجتماعية الأخيرة في الوطن العربي. فبعد إن كان ينظر إلى الفرد العربي على أنه مثال للعنف والتخلف وهضم حقوق المرأة، بدأ الغرب يرسم صورة أفضل، تظهر أن الفرد العربي يسعى إلى ذات التطلعات والاحتياجات التي يناضل من أجلها نظراؤه حول العالم، مع امتلاكه قدرة حقيقية على إحداث التغيير من خلال المطالبة بالحرية والحقوق المشروعة. تولى إدارة الجلسة الإعلامية في قناة "العربية"، نجوى قاسم، وتحدث فيها من الصحفيين العرب والأجانب، واستهلت الجلسة بالكشف عن نتائج دراسة حديثة أجرتها "أبكو إنسايتس"، ذراع أبحاث الرأي في شركة أبكو العالمية لاستشارات الاتصالات والعلاقات العامة. ووجدت الدراسة، التي حملت عنوان "ربيع عربي: تصورات وآراء قادة الرأي في الغرب"، أن نحو ثلاثة أرباع الذين شملهم الاستطلاع يرون أن الأحداث الأخيرة قد جعلت العرب أكثر قربا من المجتمع العالمي، كما أعرب المشاركون في الدراسة عن تفاؤلهم حيال مستقبل العالم العربي في ضوء الأحداث الأخيرة. وتظهر الدراسة، التي قدمها مأمون صبيح، مدير عام أبكو العالمية في المنطقة العربية، أن وسائل الإعلام العربية حققت نجاحات واضحة مع قادة الرأي العام الغربي، وقال: "تعد هذه الدراسة الأولى التي تسلط الضوء على تأثير الأحداث التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط على آراء قادة الرأي في العالم الغربي. من جانبه، قال الصحفي جوي لوريا: "تظهر هذه الدراسة أن العرب قادرون على إحداث تغيير حقيقي في الصورة النمطية السائدة عن العالم العربي، فالثورات التي عمت الشوارع كانت تضم الرجال والنساء الذين تكاتفوا معا لوضع حد للأنظمة الحاكمة في بلدانهم"، وأضاف، أنه "في حين لم يسمح لوسائل الإعلام بتغطية الأحداث في بلدان مثل سوريا، فإن تواجدها على ساحات الثورات بين الشعوب أسهم بشكل كبير في الحد من سفك الدماء". وأشارت الصحفية أوكتافيا نصر، خلال مداخلتها، إلى أن الرأي العام الغربي قد تغير تجاه العالم العربي، وأضافت، "لقد أخذت هذه الدراسة في اعتبارها آراء بعض من الشخصيات المهمة والدبلوماسية التي لا تزال مترددة وغير واضحة في نظرتها إلى ما يجري في العالم العربي، كما أن محور تركيز الدراسة كان دور الإعلام العربي في الثورات العربية، على الرغم من أن الفضل في قيام هذه الثورات يعود إلى الشعوب نفسها. وتنعقد الدورة العاشرة من منتدى الإعلام العربي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتستمر حتى 18 مايو الجاري في فندق جراند حياة دبي، وترمي الدورة الحالية من المنتدى، والتي تنعقد بعنوان (الإعلام العربي وعواصف التغيير)، إلى توفير فهم دقيق وشامل عن المشهد الإعلامي في العالم العربي. ومنذ انطلاقه في عام 2001، لعب منتدى الإعلام العربي دورا رئيسيا في تسليط الضوء على القضايا والتحولات التي يشهدها المشهد الإعلامي الإقليمي والدولي، ويجمع الحدث هذا العام 60 متحدثا عالميا، وأكثر من 2400 موفد من الخبراء الإعلاميين من الصحف والإذاعة والتليفزيون والأوساط الأكاديمية.