انتقد الشاعر يسري حسان، ورئيس تحرير جريدة "مسرحنا"، الإعلام المصري المتحول خصوصا الصحف القومية الكبرى، واصفا تلك التحولات ب"الكوميدية، ولم يحدث أي تغيير حقيقي في سياسات معظمها"، وطالب بضرورة تخصيص تلك المؤسسات؛ معللا ذلك بأنها "ستظل مسخّرة للإشادة ببعد نظر الحاكم أيًا كان". جاء ذلك في الصالون الثقافي لقصر ثقافة الجيزة، والذي استضاف يسري حسان، رئيس تحرير جريدة "مسرحنا" المتخصصة والصادرة عن وزارة الثقافة المصرية والهيئة العامة لقصور الثقافة، والكاتب والباحث مصطفى سليم، سكرتير تحرير جريدة "الثقافة الجديدة"، للتحدث عن مطبوعاتهما خلال فترة الثورة المصرية، وقد أدار اللقاء الشاعر عبده الزراع، والمسؤول عن شعبة شعر العامية باتحاد الكتاب. وأبدى حسان استغرابه من موقفهم، قائلا "كيف، من كانوا بالأمس القريب ضد الثورة وثائري التحرير، تحولوا إلى (شتّامين) للرئيس السابق؟"، متهما أغلب الصحف القومية بأن "أداءها ما زال متسما بالنفاق والسطحية"، على حسب قوله. وأكد أن "التغيير الذي كنا نحلم به، ليس ما يحدث الآن؛ فنفس سياسة مصادرة الأفكار والحجر على الآراء مسيطرًا؛ فنحن مثلا لا نستطيع مهاجمة أداء المجلس أو تباطؤه، أو انتقاد وزير الداخلية". وعن تجربة "مسرحنا" خلال الثورة، قال إنها "جريدة متخصصة في فن المسرح، المسرح هو برلمان الشعب، إن جاز التعبير، لذا فيمكن اعتبارها سياسية متخصصة"، وتحدث عن مقالات الكتاب والتقارير التي أعدت في خلال فترة الثورة، وكيف أن الصحفيين كانوا يعتمدون على أن "النظام الباطش عادة لا يقرأ، وإن قرأ فلا يفهم الرموز"، مشيرا إلى نشر نص قبل الثورة بأربعة أشهر يسمى (قوم يا مصري) لفهيم إسماعيل، فهو "يحرض على الثورة، ولكنه (فلت) من رقابة وبطش النظام السابق، لأنهم لحسن الحظ لا يفهمون"، مؤكدا في النهاية أن "مسرحنا" جاءت لسد النقص الشديد في الاهتمام بفن المسرح في كل مكان، في الشارع والمدارس والجامعات وقصور الثقافة في المحافظات". وأكد مصطفى سليم أن لكل ثورة يقابلها ثورة فكرية موازية، وأشار إلى أن "أول عدد في الثورة كان بعنوان (الشعب أراد الحياة)، وهو شهادات من نبض الميدان، وسجل لبعض شهادات النقاد والأدباء والمثقفين والناس من داخل ميدان التحرير"، مضيفا: "والعدد الثاني عن (السويس.. ربيع الحرية)، والأخير أثناء الثورة (الثورة.. ديوان العرب)، وحتى بعد الثورة تكلمنا حول الأحداث التصاعدية للسلفيين، والتيار الديني ومثقفي الدولة، ومتابعة العمل الثقافي من خلال ملف "خريف الديكتاتور" والذي خصصنا فيه الكتّاب اللاتينيين، فهم أعظم من كتب عن الدكتاتورية". واختتمت الندوة بضرورة الاهتمام بفكرة ظاهرة الثقافة الشبابية والتي ظهرت على الساحة وفرق التمثيل التي تحتاج لرعاية فقط. وبعد الندوة، عقدت جلسة استماع شعرية للحضور من الشعراء، وشارك فيها خالد العبادي، محمد فايد عثمان، يسري حسان، أحمد طلبة، محمد فراج العشري، محمد شعبان، وفدوى حسين.