«ضجيج وفوضى وأحيانا التزام بالنظام، وتحايل على سلطة القانون والدولة، وممارسة السلطة كل فى نطاق المساحة التى يتحرك فيها أو يحال التحرك فيها أو الاستيلاء عليها من فضاء الشارع». هذا أحد المشاهد التى رصدها محمد شومان أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس للشارع القاهرى الذى، على حد تعبيره، يعيش تناقضا وتصارعا يشارك فيه الجميع. لفت الكاتب إلى أن فوضى الشارع وغياب سلطة الدولة وأنظمة المرور يفتح المجال أمام صراع الإرادات بين السيارات المختلفة والمارة أحيانا. قرأ شومان فى مقاله المنشور فى العدد الأخير لمجلة وجهات نظر مفردات حركة الشارع فى القاهرة ومنها الضجيج المتواصل والكتابة على الرموز على هياكل السيارات وما وصفها بكرنفال المركبات بدءا من السيارات الخاصة مرورا بأتوبيسات النقل العام وحتى عربات الكارو، وضمن المفردات أيضا الحضور «المراوغ» للدولة والقانون، وجعل من أمثلته فى ذلك عطل إشارات المرور فى أغلب التقاطعات والشوارع ويقول «تنظيم المرور يتم بشكل يدوى غير محايد، ومن ثم اتسعت دائرة الأمور النسبية وسادت ثقافة الفهلوة»، وأضاف بعدها « ثقافة الفهلوة قادت الفكر والأداء المرورى إلى عدم التصدى لمشكلة ضياع معنى الإشارات المرورية الضوئية». اعتبر الكاتب أن تهميش المشاة ونفيهم هو إحدى ظواهر الشارع القاهرى، الذى يمنح لفريق الراكبين أولوية المرور فى أغلب الأحوال، واعتبر الكاتب أن الشارع المصرى قبل ثلاثين عاما كان يتسم بقدر مقبول من الانضباط والحضور المؤثر لسلطة الدولة والقانون. من ناحية أخرى تساءل أمارتيا سن الأستاذ بجامعة هارفرد والحاصل على جائزة نوبل فى الاقتصاد عام 1998 فى مقاله الذى نشر فى «وجهات نظر» بالتنسيق مع New York Review of Books عما إذا كان يجب أن نبحث عن عالم جديد، نقول فيه كفى بعد الأزمة الرأسمالية؟، وقال إن الأزمات الاقتصادية الحالية تدعو إلى فهم جديد للأفكار القديمة كالتى قدمها سميث وحتى الأحدث كالتى قدمها بيجو، والعديد من الأفكار التى تم التغاضى عنها وإهمالها بشكل محزن، على حد تعبيره، وأضاف سن أننا فى حاجة إلى فهم صافى الذهن لكيفية عمل المؤسسات المختلفة ودراسة كيف يمكن أن تتجاوز المنظمات فى فترة قصيرة المد وتقدم حلولا للأزمة وتسهم فى إنتاج عالم اقتصادى أكثر احتراما. مقال رئيس تحرير «وجهات نظر» أيمن الصياد كان حول مفهوم الإعلام القادم وتقنياته وقوانينه الجديدة الذى وصفه فى عنوان مقاله بأنه «أى شىء فى أى وقت وفى أى مكان»، فيما تطرق الباحث المصرى حسام تمام للخطاب السلفى فى الفضائيات التى اعتبر أنها أحدثت تأثيرا جذريا فى المشهد الدينى، أسهم فى نشأة ما صار يعرف بظاهرة التدين الجديد.