قبل اندلاع ثورة 25 يناير لم يكن أحد فى مصر يعرف قناة تليفزيونية تسمى «سكوب» الكويتية، فقد كانت مثل قائمة القنوات الطويلة التى يمكن المرور عليها مر الكرام دون أن تلفت الانتباه. لكن مؤخرا تحولت تلك القناة إلى محور اهتمام الكثيرين بعد أن قررت السير عكس الاتجاه فى تناولها للثورة المصرية وخاصة محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك. ووصل الأمر إلى وصف البعض للقناة بأنها أكثر من يروج ل«الثورة المضادة» فى وسائل الإعلام بدرجة جعلت بعض المشاهدين يظنون وكأنها تابعة لأحد رموز النظام السابق أو كبار القيادات فى الحزب الوطنى المنحل. وزادت تلك الاتهامات لا سيما بعد أن كالت القناة الاتهامات للمصريين ووصفتهم بأنهم «لا أصل لهم» و«غدارين» بعد قرار إحالة مبارك للمحاكمة، وكانت الذروة فى بكاء المذيع الكويتى سعود الورع، الذى يتنبى حملة الدفاع عن مبارك، خلال مناشدته المصريين عدم تحويله للمحاكمة وتكريمه على ما قدمه من «انجازات» لشعبه!. بل واتهم المذيع الكويتى، فى برنامجه «مع الناس» الثوار المصريين بالعمالة الأجنبية وتنفيذهم لمخطط ماسونى واعتبرهم خونة لبلادهم ورئيسها بل وسيتسببون فى تخريب الوطن العربى كله باعتبارهم وراء انقسام العالم العربى حاليا. وأخذ المذيع الكويتى فى تعداد إنجازات مبارك متمثلة، على حد قوله، فى بناء المدن الجديدة فى أكتوبر والشروق والعاشر من رمضان و15 مايو ومدينة بدر ودمياط وبنى سويف والفيوم وأسيوط والنوبة بأسوان والغردقة الجديدة والشيخ زايد ونويبع والعريش. ورأى أنه بعد كل تلك الانجازات لا يجوز أن يعامل بهذه «الإهانة»، وهنا لم يتمالك نفسه وانهالت دموعه وقال: يا إخوانا المصريين أنا عاوز أقولكم كلمة أنا مواطن كويتى يوم ما بلدى احتلت حسيت أن الدنيا كلها سكرت (أغلقت) فى وجهى.. كنت حاسس فى بلدى إن مفيش أمن وآمان وأنا حاسس بيكم.. مبارك مسجون.. ليه الاهانة بالشكل الوحش ده.. الرئيس يتشتم؟.. والزوجة تتشتم؟.. كان يقدر يهرب ويطلع بكرامة.. حرام». وتابع قائلا: «الله عليكم عاوزين الراجل يخرج من الدنيا بكرامته فى آخر أيامه.. الله يخليكم.. الله يخليكم.. والله العظيم حرام عليكم.. 30 سنة تمجيد و30 يوم إهانة.. الإهانة من الأهل صعبة.. هتقتلوه لو مات انتو قتلتوه». وتساءل الكثير من المشاهدين المصريين عن سبب تبنى القناة الكويتية لتلك الحملة المدافعة عن نظام مبارك والمعددة لانجازاته، وجاءت الإجابة بين ثنايا كلمات المذيع الكويتى فى إحدى الحلقات، عندما قال إنه لا أحد ينكر دور مبارك المساند فى تحرير الكويت من الاحتلال العراقى، وخاطب المصريين قائلا: الآن جاء الدور للدفاع عنه. وزعم المذيع الكويتى أنه تم منعه من التصوير فى مصر، وقال إنه بمجرد أن عرفوا أنها قناة «سكوب» تم المنع! وبدأت القناة الكويتية بثها فى 2007 حيث كانت مخصصة للمسلسلات وبرامج منوعة وبعد فترة تحولت إلى قناة غنائية تبث الأغنيات طوال 24 ساعة، قبل أن تتحول إلى قناة سياسية خلال انتخابات مجلس الأمة بالكويت. ومالكة القناة هى «فجر السعيد»، كاتبة دراما ومنتجة كويتية اشتهرت بكتابتها التى تتناول قضايا اجتماعية تثير الجدل، وكانت فى البداية تكتب فى الإذاعة، إلا أن شهرتها وظهور اسمها بدأ مع أول عمل كتبته للتليفزيون وهو مسلسل «القرار الأخير». وبالإضافة إلى كونها كاتبة فإنها تقوم بإنتاج أعمالها بنفسها عن طريق شركتها «سكوب سنتر للإنتاج الفنى». وفى 7 يوليو 2007 افتتحت قناة تليفزيونية «سكوب» التى تتبع شركتها. وسبق أن تعرضت القناة فى نهاية 2010 لهجوم حشود غاضبة من برنامج تليفزيونى تم عرضه على القناة بعد اتهامه بأنه تضمن إهانة لبعض من أعضاء الأسرة الحاكمة فى البلاد حيث تم تخريب مكاتبها.