يلتقي الرئيس الامريكي باراك اوباما اليوم الجمعة عناصر مجموعة الكوماندوس الاميركية التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن بينما اعلن مسؤولون اميركيون ان مواد ضبطت في منزل بن لادن في باكستان كشفت ان تنظيم القاعدة خطط لشن هجمات على قطارات اميركية في الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 سبتمبر 2001. وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان الرئيس الاميركي "ستكون لديه الفرصة ليشكر وعلى انفراد بعض عناصر العمليات الخاصة التي اضطلعت بالعملية (ضد بن لادن) في فورت كامبل". واوضح ان اوباما استقبل الاربعاء الاميرال وليام ماكرافن، مسؤول العمليات الخاصة في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاجون) في المكتب البيضاوي بالبيت الابيض "كي يشكره شخصيا" على نجاح عملية الاحد. ووضعت هذه العملية حدا لملاحقة زعيم تنظيم القاعدة والتي استمرت نحو ستة اعوام. وبحسب وسائل الاعلام الاميركية فان مجموعة الكوماندوس التي شنت ليل الاحد الاثنين الهجوم على منزل بن لادن في ابوت اباد في باكستان، تتألف خصوصا من عناصر "الفريق السادس" من وحدة "نيفي سيلز" وهي وحدة سرية جدا لا يعلن عن مهماتها. وزار الرئيس الاميركي الخميس "جراوند زيرو" موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نيويورك حيث حذر ان اميركا "لن تنسى ابدا" الاعتداءات، مشيرا بذلك الى مقتل زعيم تنظيم القاعدة. وقال اوباما وهو يقف في محطة الاطفاء "ما حصل الاحد (في باكستان) بفضل شجاعة جنودنا والعمل الرائع لاجهزة استخباراتنا، وجه رسالة الى العالم اجمع، وكذلك هنا في الداخل: عندما نقول اننا لن ننسى ابدا، فاننا نعني ذلك". ورغم دخول اوباما مؤخرا في حملة من اجل اعادة انتخابه، اعلن البيت الابيض ان الهدف من هذه الاحتفالات ليس "الاستعراض" بل تكريم ذكرى ضحايا الاعتداءات التي ادت الى غزو افغانستان للقضاء على القاعدة. واعلنت وزارة الامن الداخلي الاميركية الخميس ان تنظيم القاعدة كان يدرس قبل اشهر شن هجمات على قطارات اميركية في الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 سبتمبر 2001. وقال مات تشاندلر المتحدث باسم الدائرة ان "هيئة الامن الداخلي نشرت الخميس مذكرة الى شركائها الفدراليين وفي الولايات حول خطط محتملة للقاعدة تعود الى فبراير 2010 وتستهدف قطاع السكك الحديد". وجاء في المذكرة التي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها ان "القاعدة درست على ما يبدو في فبراير 2010 تنفيذ عملية ضد قطارات في موقع غير محدد في الولاياتالمتحدة في الذكرى السنوية العاشرة لاعتداءات 11 سبتمبر". وافاد مصدر ان المعلومات مصدرها مستندات تم ضبطها خلال العملية التي قتل فيها بن لادن بايدي وحدة كوماندوس اميركية الاحد في باكستان. ويرى خبراء ان المواد التي تمت مصادرتها وهي خمس اجهزة كمبيوتر وعشرة اقراص صلبة ومئة جهاز تخزين، قد توفر معلومات حاسمة تسمح بكشف معلومات اخرى عن تنظيم القاعدة بعد عشرة اعوام من اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر. وصرح مايكل ليتر رئيس المركز الوطني لمكافحة الارهاب لاذاعة "ان بي آر" العامة انه ستعطى الاولوية "لتحديد المخاطر الراهنة" ورصد عناصر اخرى من التنظيم. وفي باكستان، خرج مئات الاشخاص في تظاهرة الجمعة في مدينة غوتا (جنوب شرق) عاصمة ولاية بالوشيستان على الحدود مع افغانستان اكراما لروح بن لادن داعين الى الجهاد ضد واشنطن، بحسب مراسل وكالة فرانس برس. ونظمت التظاهرة بدعوة من حزب جمعية امة الاسلام. وهتف المتظاهرون الذين قدر عددهم بنحو الف شخص "يعيش بن لادن" ثم قاموا بحرق علم اميركي. وتواجه واشنطن صعوبات في علاقاتها مع اسلام اباد التي دعمت في الماضي نظام طالبان في افغانستان وبدلت موقفها غداة اعتداءات 11 سبتمبر 2001. ونفت باكستان الاربعاء ما اتهمها به الغربيون من دعم اسامة بن لادن منددة "بفشل" شامل لكافة اجهزة المخابرات في العثور في وقت ابكر على زعيم تنظيم القاعدة الذي كان مختبئا في منزل بباكستان. ودعا برلمانيون اميركيون الى اعادة النظر في العلاقات مع باكستان بعد العثور على بن لادن على اراضيها ورأوا ان باكستان تلعب دورا مزدوجا في دعم الناشطين والحصول على الاموال من الولاياتالمتحدة التي تواجه ديونا كبيرة. وبحسب بيان صادر عن الجيش الباكستاني، فان "رئيس اركان الجيش قال بصراحة ان اي عمل جديد من هذا النوع (في اشارة الى الغارة الاميركية على بن لادن) ينتهك سيادة باكستان، سيستدعي اعادة النظر في مستوى التعاون العسكري وفي المجال الاستخباراتي مع الولاياتالمتحدة". واعترف الجيش الباكستاني الخميس بوجود ثغرات في معلوماته الاستخباراتية حول مكان اختباء زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن واكد عضو مجلس الشيوخ الديموقراطي جون كيري انه يشعر بقلق كبير من احتمال ان تكون باكستان حمت بن لادن. لكنه اوضح انه يفضل انتظار نتائج التحقيق. وقال كيري المؤيد للتقارب بين الولاياتالمتحدةوباكستان "ليس هناك طبعا اي مبرر لايواء المجرم الاول المطلوب في العالم لكنه من الضروري ان ندرس بتأن وبدقة ما حصل".