عاش أهالى شارع عبدالعزيز ومنطقة الموسكى فى وسط القاهرة أمس الأول أجواء حرب أهلية استخدمت فيها قنابل المولوتوف والأسلحة النارية بين التجار من أصحاب المحال والباعة الجائلين من ناحية وصبية ومسجلين خطر وأهاليهم من منطقة درب المهابيل من ناحية أخرى. بدأ إطلاق النار مع غروب الشمس حيث فوجئ المارة بالشارع بعدد كبير من الصبية يحملون أسلحة خرطوش والعديد من زجاجات المولوتوف ويقذفونها على بضائع التجار بالشارع ويتبعون ذلك بسيل من طلقات الخرطوش ناحية كل من يرونه من التجار والباعة بالشارع. حضرت قوات الأمن وفشلت فى البداية فى السيطرة على الموقف وتم استدعاء القوات المسلحة وكأن اول إجراء هو تطويق قسم شرطة الموسكى الواقع على مقدمة شارع عبدالعزيز خوفا من اقتحامه من قبل المسجلين خطر، واستمرت عمليات الكر والفر بين المسجلين خطر والتجار من ناحية وبين الشرطة والجيش من ناحية أخرى لما يقرب من 5 ساعات حتى تمكنت القوات من فرض سيطرتها على الشارع بعدما أنهك المتشاجرون ونفدت ذخيرتهم. وخلال المعركة فرضت قوات الأمن والجيش كردونات أمنية على مدخل شارع عبدالعزيز ونهايته لمنع الدخول أو الخروج منه وحصر المعركة والمتشاجرين بداخله، وأشرف اللواء محمد طلبة مدير أمن القاهرة على تعامل قوات الشرطة مع المعركة وظل فى المنطقة حتى ساعة متأخرة من ليل أمس الأول لخوفه من تصاعد الأمر وحدوث اقتحام لقسم الموسكى بعد حوادث اقتحام الأقسام المتكررة وآخرها قسم شرطة الساحل بالقاهرة. الجدير بالذكر أن أهالى منطقة عبدالعزيز والموسكى ساعدوا قوات الشرطة والجيش فى السيطرة على الموقف وشكلوا بأجسادهم دروعا بشرية حول قسم شرطة الموسكى وساعدوا فى القبض على عدد كبير من المتشاجرين. وتمكنت مباحث القاهرة من القبض على11 متهما فى الأحداث وتكثف المباحث جهودها لضبط بقية المتورطين، ووصل عدد المصابين فى المعركة إلى 50 شخصا تم إسعاف 33 منهم فى موقع الأحداث بينما تم نقل 17 من المصابين إلى مستشفيات الحسين والهلال والمنيل الجامعى وخرج منهم 12 بعد إسعافهم بينما هناك 5 مصابين فى حالة خطيرة كما اصيب فى الحادث مأمور قسم الموسكى ونائبه ورئيس مباحث القسم و7 من أفراد الشرطة باصابات طفيفة وتم اسعافهم، وتسببت الأحداث فى احتراق كمية من البضائع وإتلاف واجهات محال وسيارات كانت متوقفة بالشارع. وحسب تحريات المباحث فإن القصة بدأت بمحاولة بعض الصبية وبينهم مسجلون خطر من درب المهابيل العبث ببضائع التجار من أصحاب المحال والباعة الجائلين فى شارع عبدالعزيز وطلب أموالا منهم على سبيل الإتاوة وحينما اعتدى عليهم التجار بالضرب أحضر هؤلاء الصبية أهاليهم وأقاربهم بالاسلحة النارية وزجاجات المولوتوف واشتبكوا مع التجار. تمت السيطرة على الوضع بعد منتصف ليل أمس وعادت الحياة إلى طبيعتها بشارع عبدالعزيز بعد أن فرضت أجهزة الأمن كردونات أمنية حول مداخل ومخارج الشارع منعا لحدوث اشتباكات جديدة. وأخطرت النيابة وحضرت للمعاينة وبدأت التحقيق واستمعت لأقوال المصابين وشهود العيان, وقررت إحالة القضية للنيابة العسكرية.