تسبب حادث تفجير خط أنابيب الغاز بالعريش، صباح اليوم الأربعاء، الذي يمد الأردن وإسرائيل باحتياجاتهما من الغاز، في وقف ضخ الغاز إلى هاتين الدولتين، وسط دعوات شعبية متزايدة بشأن تبني آلية مصرية لإعادة تسعير الغاز المصري. تستورد الأردن 6.8 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، ويغطي الغاز الطبيعى المصري حوالي 80% من حاجاتها الكهربائية. وتحصل إسرائيل على حوالي 40% من احتياجاتها من الغاز الطبيعى من مصر بمقتضى اتفاق ارتكز على معاهدة السلام، التي وقعتها البلدان عام 1979. يرى محللون اقتصاديون، أن التفجير -الذي وصفته مصادر أمنية مصرية بأنه "تخريبي"- استهدف مركز توزيع وتصدير الغاز لإسرائيل والأردن، مشيرين إلى أن لجانًا من وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية سوف تتوجه إلى مكان التفجير لتقدير التلفيات، وتحديد ما إذا كانت عملية الإصلاح تحتاج إلى استيراد معدات من الخارج، والوقت اللازم لاستئناف ضخ الغاز. وفى السياق ذاته، أعلن مصدر مسؤول في وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، أن ضخ الغاز المصري إلى الأردن توقف تماما منذ صباح اليوم، بعد الانفجار الذي تعرض له خط أنابيب العريش. وأكد مسؤول أردني، اليوم الأربعاء، "أن تفجير خط أنابيب الغاز في العريش تسبب في وقف عمليات الضخ لمحطات توليد الكهرباء بالأردن، وهو ما سيضيف تكاليف إضافية على النظام الكهربائي تقدر بنحو 4.2 مليون دولار يوميا، نتيجة تحول الدولة إلى استخدام الوقود الثقيل والديزل". ومن جانبها، أكدت شركة كهرباء إسرائيل، اليوم الأربعاء، أنها سوف تتخذ الاستعدادات اللازمة لضمان استمرار تشغيل محطاتها عقب تفجير خط أنابيب العريش. وأوضح عبد الله غراب، وزير البترول والثروة المعدنية، أن ما يثار عن أسعار تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل هي أرقام التعاقد الأصلي، والتي تم تعديلها فيما بعد، مشيرا إلى أنها تخضع للمراجعة الدورية . ومن جهة أخرى، تصاعدت المطالب الشعبية حول ضرورة إعادة النظر في اتفاقية تصدير الغاز الطبيعي المصري إلى إسرائيل في ضوء ارتفاع أسعار الغاز بالسوق الدولية، وذلك حيث أعلنت الحكومة المصرية مؤخرا عزمها وضع آلية جديدة لمراجعة أسعار تصدير الغاز الطبيعي، تسمح بزيادة السعر في العقود التي أبرمتها الحكومات السابقة مع إسرائيل. ويعد الانفجار في خط الغاز المصري بالعريش هو الثاني من نوعه، حيث كان الخط قد تعرض لانفجار مماثل في الخامس من فبراير الماضي، ما أدى إلى توقف ضخ الغاز تمامًا إلى الأردن، فيما عاد ضخ الغاز مرة أخرى في منتصف مارس الماضي بعد إصلاح الخط.
