مرض النقرس أو المرض الذى ارتبط فى ذهن العامة بأنه مرض الملوك إذ تزيد آلامه المبرحة مع المداومة على أكل اللحوم فهل حقا تعتبر اللحوم محرك الألم الوحيد؟ النقرس: التهاب مفصلى ينتج عند زيادة نسبة حامض اليوريك فى الدم ويصاحبه ترسب حامض اليوريك على شكل بلورات كالإبر فى المفاصل خاصة مفاصل القدم «الإصبع الأكبر» ومفصل الإبهام. أمراض التهاب المفاصل عديدة لكن التهاب المفصل النقرسى من أشدها وأكثرها إيلاما وتشخيصه لا يعتمد على ارتفاع نسبة حامض اليوريك فى الدم فقط بل يستدعى فحص السائل المفصلى تحت الميكروسكوب للتأكد من التشخيص إذ إن النقرس لا يزيد على 5٪ من أنواع الالتهاب المفصلية. تبدأ نوبة النقرس عادة فجأة بلا أى مقدمات فقط توقظ الإنسان من نوم عميق على ألم عميق غالبا فى إبهام القدم وقد يصاحبه ارتفاع بسيط فى درجة الحرارة وتظل النوبة بلا هوادة لعدة أيام حتى يمتص الجسم تلك البلورات. تنحسر النوبة الحادة فتعود الأحوال لهدوئها لكن الألم يظل فى الذاكرة حتى عاود الإنسان نوبة تالية. الواقع أن المفصل بين النوبات يبدو طبيعيا إلى أن ينقص النقرس فى هجمة جديدة شرسة تستعدى التدخل لتخفيف الألم. حامض اليوريك هو الناتج النهائى لتكسير مركبات البيورين فى الجسم تلك المركبات التى تتكون أساسا من مادتى الكربون والنيتروجين. إما يصنعها الجسم بنفسه فى تفاعلات الحيوية أو تأتيه من الطعام بمصدريه النباتى والحيوانى. ما هى النسب الطبيعية لحامض اليوريك فى الجسم؟ تتراوح النسبة الطبيعية لحامض اليوريك فى الدم بين 2 5٪. وعادة ما تزيد النسبة عند الرجال إلى 7مجم٪ والمعروف أن الإصابة بالنقرس تصل إلى عشرة أضعاف مقارنة بالنساء اللائى يعرفنه غالبا فى فترة انقطاع الدورة الشهرية. الواقع أن ارتفاع حامض اليوريك فى الدم يصل إلى نسبة مرتفعة للغاية قبل أن تحدث تلك النوبات المؤلمة بينما قد يصل إلى ذات النسب (أعلى من 20 مجم٪) فيما يسمى فرط ارتفاع حامض اليوريك فلا يُحدث ألما يذكر. هل للغذاء أثر على نوبات النقرس؟ تتعدد السبل لعلاج آلام النقرس بين الأدوية التى تعمل على خفض نسبه بتشجيع الكلى على إفرازه أو على مكافحة الألم ذاته وقت الأزمة. لكن اتباع نظام غذائى يحرص على تفادى ارتفاع حامض اليوريك فى الدم هو الأفضل فى الوقاية من نوبات متابعة من آلام النقرس القاسية. تفادى الأغذية الغنية بمادة البيورين مثل الكبد والكلاوى والأنشوجة والسردين وكل أنواع اللحوم المفرومة المصنعة مثل السجق حيث تقل نسبة البيورين إلى 150مجم فى كل مائة جرام من تلك الأصناف التى يمكن إضافة عيش الغراب إليها. تلى تلك المجموعة مجموعة أخرى من الأطعمة تزيد فيها نسبة البيروين إلى 50 مجم فى كل مائة جرام ومنها: اللحوم، الدواجن، الأسماك، القشريات كالكابوريا والجمبرى والبقول الجافة مثل الفول واللوبيا والفاصوليا إضافة لهم من الخضراوات السبانخ. ماذا يأكل إذن مريض النقرس؟ كل الأغذية التى تقل فيها نسبة البيورين لا تمثل خطرا مثل الخبز، الحبوب، الزبد، الزيوت، المكسرات كل الخضراوات عند السبانخ وأنواع الفاكهة. الماء ضرورى لحث الكلى على التخلص من فضلات العمليات الحيوية فى الجسم والأملاح الزائدة والسموم فاحرص على قدر كاف من الماء على مدى النهار خاصة بعد الاستيقاظ مباشرة. الصوم إحدى وسائل مقاومة آلام النقرس. الصيام الطبى والذى يعنى الانقطاع عن الطعام وليس الشراب بل هو يوم راحة تتناول فيه الماء النقى والعصائر الطازجة مخففة نسبيا بالماء مثل التفاح والبنجر والكرفس والكرنب وعليك أن تتجنب عصير الطماطم والبرتقال. يبقى النقرس مرضا آلامه تهاجم الأمير والفقير، الملك والرئيس والمواطن المعدم لا فرق بين آكل اللحم أو الفول ما دام البيورين قاسما مشتركا بينهما جميعا.