استعانت محافظات المنيا وبنى سويف وأسوانوالدقهلية ب«المليونيات» تمسكا بمطلب رحيل المحافظين الجدد، مؤكدة رفضها لتولى «رجال النظام القديم أى منصب بعد نجاح ثورة يناير»، هذا فيما أكد مراقبون أن المظاهرات، وإن تباينت أعدادها بين محافظة وأخرى، إلا أنها لم تحظ بالحشد المطلوب، ففى المنيا توافد آلاف الأهالى بمشاركة قوى سياسية إلى ميدان شهداء 25 يناير بوسط المدينة، أمس عقب صلاة الجمعة، فيما عرف ب«مليونية طرد المحافظ»، فيما طافت مجموعات أخرى شوارع المدينة فى مسيرات احتجاجية للتنديد بتولى سمير سلام منصب المحافظ، بوصفه من أركان النظام السابق، مرددين هتافات من بينها «لا ضابط ولا جلاد.. عهد الظلم ولى ومات»، و«معتصمين معتصمين.. حتى رحيل الظالمين». كانت حركات سياسية من بينها «ائتلاف شباب الثورة وحركة مدرسون متحدون، وشباب أحزاب الوفد والناصرى والجبهة والتقدمى والإخوان المسلمين» قد دعوا إلى تنظيم مليونية على غرار مليونيات ميدان التحرير للتأكيد على مطالبهم. وشهدت المحافظة تشديدات أمنية مكثفة وبالأخص بطول شريط القطار، لمنع الأهالى من تنفيذ تهديداتهم بتعطيل حركة القطارات، فيما وزع المتظاهرون بيانات تتضمن ما وصفوه ب«أخطاء سلام أثناء شغله منصب محافظ الدقهلية»، وبيان آخر لأبناء الدقهلية يدعو «المنياوية» للتصدى للمحافظ الجديد ومحاكمته. وقال محسن محمد على هاشم، عضو بالجماعة الإسلامية، إن المحافظ الجديد صاحب تاريخ فى التعذيب بالسجون أثناء عمله بوزارة الداخلية، متسائلا: «كيف يمكن لشخص بهذه المواصفات أن يشغل منصبا رسم، فلا بد من محاكمته على جرائمه السابقة وليس تكريمه بترقيته لمحافظ». وفى جانب آخر عقد المحافظ سمير سلام أول اجتماع بموظفى الديوان العام أكد فيه حرصه على مصلحة الأهالى، مشيرا إلى قراره بإعادة الاختصاصات إلى مديرى المديريات، بعد أن سبق وألغاها المحافظ السابق، فيما طالبه الحاج قاسم أمين، رئيس اللجنة النقابية وعضو الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، بوقف عمل المستشارين وطردهم والاستعانة بالشباب بدلا منهم، وعدم تعيين من يزيد عمرهم عن الستين عاما. وفى الدقهلية، تظاهر المئات أمام ديوان المحافظة للإعلان عن رفضهم للواء محسن حفظى محافظا، وحملوا لافتات معادية له، فيما وزع المحتجون بيانا، حصلت «الشروق» على نسخة منه، حمل توقيع ممثلى أحزاب وقوى سياسية منها «الوفد، العمل، الأحرار، العربى الناصرى، الإخوان المسلمين، الكرامة، الشيوعيين، النقابات المهنية»، قالوا فيه الثورة التى قدمت 850 شهيدا من خيرة شباب مصر، وطهرت البلاد من الفساد، وخلقت مناخا شريفا قد جاءت بمحافظ من رجال النظام السابق، حيث كان يعمل مديرا لأمن الجيزة، إلى جانب عمله السابق فى جهاز أمن الدولة. وأبدى المحتجون رفضهم لسياسة تعيين المحافظين على نفس نهج نظام مبارك، والتأكيد على ضرورة اختياره بالانتخاب وألا ينتمى إلى جهاز الشرطة أو المؤسسة العسكرية حتى يحظى بالقبول الشعبى، فيما خصصت الحركات السياسية صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» بعنوان «لا لحفظى محافظا من أمن الدولة». ومن جانبها أبدت لجنة التنسيق بين الأحزاب والنقابات المهنية فى بيانها دعوة المحافظ للاجتماع يوم الأربعاء الماضى بأحد نوادى القاهرة، مستنكرين ما وصفوه ب«الأساليب الامنية فى التعامل مع الاحتجاجات». وفى أسوان، تجمع العشرات عقب صلاة الجمعة أمام مقر المحافظة، تضامنا مع مليونية رفض المحافظين، مطالبين بإقالة اللواء مصطفى السيد عن منصبه باعتباره من بقايا النظام السابق، ورفع المحتجون لافتات مدونا عليها «لا نريد محافظ أسوان من بقايا النظام السابق». وفى بنى سويف، نظم المئات وقفة احتجاجية عقب الصلاة أمام مسجد عمر بن العزيز، للمطالبة برحيل الدكتور ماهر الدماطى، المحافظ الجديد، والذى كان يشغل منصب رئيس جامعة الزقازيق الأسبق، ووصفوه بأنه من «فلول الحزب الوطنى». ورفع المحتجون لافتات تندد بتعيينه من قبل حكومة شرف، خلفا للدكتور سمير سيف اليزل، المحافظ السابق، ورددوا هتافات من بينها «جبنا شرف من الميدان.. عاوزين محافظ من الميدان»، «يادماطى بره بره.. بنى سويف محافظة حرة». شارك في التغطية: ماهر عبد الصبور ونعمان سمير وحمادة بعزق وحازم الخولى.