رغم انتماء الطبقة الحاكمة فى سوريا لأصول متواضعة فإنها نجحت فى المزاوجة بين السلطة والمال وتكوين ثروات هائلة، وفى ظل تعتيم إعلامى حول أبرز أفراد هذه الطبقة تحاول «الشروق» التعرف على من يعتبرهم المعارضون «أركان نظام الأسد الفاسد». فوفقا للمعارض السورى المقيم فى العاصمة الفرنسية باريس، عضو لجنة دعم الانتفاضة السورية، غياث نعيسة، فإن «هذه البرجوازية عملت على تبييض أموالها باقتحام القطاع الخاص، وتأسيس شركات استيراد وتصدير مستفيدة من وجودها بالسلطة فى بلد يشترط على مواطنيه الموافقة الأمنية حتى قبل عقود الزواج»، وبحسب نشطاء المعارضة، فإن أربعة رجال يشكلون أركان نظام الأسد، القائم منذ عام 2000، وهم: ●رامى مخلوف ابن خال بشار، رجل أعمال شهير. يمتلك أكبر شركة للاتصالات «سيريا تيل» وشركة «ارامكو» للمقاولات، ويقول مدير وحدة الأبحاث فى مؤسسة «انفو برو» الإسرائيلية بصحيفة «واشنطن بوست» دورون باسكن، إنه من الصعب تقدير ثروة الأسد وأسرته بالضبط، إلا أنها بين 12 و15 مليار دولار، ويدير مخلوف الجانب الأكبر من هذه الثروة، وقد جمعها من حصيلة عمليات الخصخصة الاقتصادية فى مجالات العقارات والمواصلات والهواتف النقالة والمناطق الحرة. ويوضح الناشط والحقوقى السورى معن حاصبانى أن «سيريا تيل وحدها، التى يشارك فيها بشار، تدر أرباحا يومية تعادل رواتب 750 ألف مواطن». كما يحتكر مخلوف أعمال بناء المرافق العسكرية والمدنية ولا يسمح بدخول شركات منافسة، «وعندما يدخل مناقصات خاصة ببناء جسور أو مجمعات سكنية كبيرة يفوز بها ومن يقف أمامه ينتقم منه، وقد يصل الأمر لقتل منافسيه»، بحسب حاصبانى. ويرى المعارض السورى عبدالحميد أتاسى أن مخلوف هو «رأس الفساد المسيطر تماما على اقتصاد البلاد، فعلى يده ارتفعت الأسعار وزادت البطالة، وهو امتداد لوالده محمد الذى كان مستشارا اقتصاديا لحافظ الأسد (الرئيس الراحل) وسمسار بين النظام والأمريكيين». ●ماهر الأسد يقول أتاسى إن «حافظ الأب حرص على توزيع الأدوار بين أبنائه بحسب الطبيعة الشخصية لكل منهم، حيث اعتمد على أساس عسكرى فى تربية ماهر الذى يحمل نفسية عدوانية منذ طفولته، وتلقى تدريبات عسكرية عالية بعد تخرجه فى كلية الهندسة، أما بشار فدرس طب العيون وكان بعيدا عن السياسة». مؤكدا رؤية أتاسى يقول حاصبانى إن «ماهر يمارس القمع والقتل بشكل فج ولا يخضع لأوامر أحد، ومعروف بتمرده على شقيقه بشار، خاصة بعد وفاة شقيقهما باسل فى حادث سيارة، حيث وقع صراع بين الشقيقين على السلطة». ويضيف أن «الأم أنيسة مخلوف كانت تفضل رئاسة ماهر للبلاد، نظرا لأنه رجل عسكرى قوى، وبالفعل هو أقوى من بشار الذى يقدم نفسه على أنه وديع وودود ورجل علم ومعرفة». ويشدد حاصبانى على أن «ماهر، قائد الحرس الجمهورى، هو المسئول عن أعمال القتل والاعتداءات التى تشهدها مدينة درعا». ●ذو الهمة شاليش هو ابن عمة بشار، وكان قائدا لحرس الرئيس حافظ، وهو بالأساس رجل مخابرات. وخرج إلى عالم الأعمال فى أواخر عهد حافظ، وأسس شركات مقاولات ضخمة استحوذت على أضخم العقود فى مجالات البنى التحتية والإسكان. وبحسب صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية فى 30 ديسمبر 2003 فإن شركة «اس اى اس انترناشيونال كوروبوريشن»، التى يديرها كانت القناة الرئيسية لنقل أسلحة ومعدات عسكرية إلى بغداد بصورة غير شرعية، وفقا لوثائق عثر عليها فى العراق. ويقول حاصبانى إن «شاليش مقرب جدا من بشار، وهو من أكبر المستفيدين من النظام، ويدين بولاء مخيف له». ● فواز الأخرس والد أسماء زوجة بشار، وهو طبيب قلب شهير مقيم فى بريطانيا، ومؤسس الجمعية البريطانية السورية. وبعيدا عن الطب فإن الأخرس «رجل عملاق فى مجال التجارة والمال بأوروبا، ومعروف بانتمائه إلى الماسونية» بحسب قول أتاسى الذى لم يتسن ل«الشروق» التأكد من صحته أو نفيه من مصدر آخر. ويروى أتاسى أن «الأخرس عمل فى لندن على تحسين صورة نظام بشار بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى مقابل مكاسب عادة ما تكون مادية ونفوذ»، وقد اتهمت قوى لبنانية وإقليمية وغربية دمشق بالوقوف خلف اغتيال الحريرى فى 14 فبراير 2005. ويقول نعيسة إن «الأخرس شخصية غير سياسية إلا أنه يتصرف كأنه أحد الحاكمين للبلاد، حيث أمر بإغلاق متحف قصر العظم الوطنى لمدة شهر ليقيم به حفل زفاف لأحد أبنائه»، ويتردد أن أسرة الأخرس تدير جزءا من أموال أسرة الأسد، نحو مليار دولار، فى شركات عقارية ببريطانيا ولبنان.