قال المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع إن ثورة 25 يناير التى وصفها بالبيضاء ضربت مثلا حقيقيا فى الوحدة الوطنية وأحدثت ما لم يتخيله عقل. وتساءل بديع فى المؤتمر الحاشد وحضره الآلاف وأقيم بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة مساء أمس الأول: «من منا كان يتخيل أن تتحول خطبة الجمعة إلى الشعب المصرى كله بمسلميه ومسيحييه؟، من منا لم يسمع القرضاوى وهو يقول على المنبر فى الخطبة الإخوة المسلمون والمسيحيون السلام عليكم ورحمة الله، من منا لم يسمع أثناء صلاة الجمعة المسيحيين وهم يكبرون خلف القرضاوى؟». وأضاف: «نحن شعب جميل ويجب ألا نعطى فرصة لأى من كان أن يوقع بيننا الفتن ليفسد علينا فرحة الانتصار والثورة البيضاء، النظام البائد هو من أشعل نار الفتن والطاغية مبارك تعمد الوقيعة بين الشعب مسلمين ومسيحيين، كبارا وصغارا، رجالا ونساء، أحزابا وجماعات، لكى يتم تشتيت المجتمع وتفتيته حتى لا يجتمع على قلب واحد يطيح به، كما حدث». وأشار مرشد الإخوان إلى أن «بعض فلول النظام البائد حاولت الوقيعة بيننا وبين الجيش حتى يحكم على شباب الإخوان بأقصى العقوبات إلا أننا رفضنا ذلك لأن جيشنا جيش محترم وله كل التقدير فهو من ساندنا على ما نحن فيه ووقف مع الشعب وقفة تحسب له كما أن الجيش نفسه رفض هذه الفتنة وقال أتمنى أن تمسك القوى الوطنية بزمام الأمور وتحافظ على أمن مصر الداخلى حتى ننتبه كجيش لحماية أمن مصر من الخارج». واختتم بديع كلمته بالإعلان عن أهداف حزب الجماعة «الحرية والعدالة»، مشيرا إلى أنه حزب لكل المصريين وليس للإخوان أو المسلمين فقط، وأشار إلى أنه سيتم فتح باب الانضمام إلى الحزب فى 15 مايو المقبل والاعلان عن بث قناة الإخوان وصدور جريدة ناطقة باسمهم قريبا. وفى الفيوم أكد النائب الإخوانى السابق محمد البلتاجى، أن الجماعة ملتزمة بموقفها المعلن مسبقا بعدم ترشيح أحد من أعضائها لانتخابات الرئاسة المقبلة، فضلا عن تعهدها بعدم السعى للفوز بالأغلبية فى مجلس الشعب، مضيفا: «نحن مع رئاسة مدنية لا تعيد إنتاج الماضى». وقال البلتاجى فى ندوة عقدتها جمعية النهضة الإسلامية بنقابة التطبيقيين فى الفيوم، أمس الأول، تحت عنوان «ثورتنا صنعناها معا.. ونكملها معا»، إن بعض تصريحات قيادات الجماعة «تحتاج إلى مراجعة»، مضيفا: «الإعلام لايزال يبث الفرقة بين القوى السياسية، سواء تم ذلك بحسن أو سوء نية»، فيما تحول الإعلام الخارجى، بحسب وصفه، من الهجوم على الثورة إلى الهجوم على مكونات الثورة. وحول دور الإخوان فى الثورة قال البلتاجى: «نحن لا ندعى أننا فجرنا الثورة أو أننا صنعناها، ولكننا شاركنا فيها وبقوة، وموجودون من أول لحظة، وكنا حريصين على ألا نكون فى الصدارة، ورفضنا ما ردده النظام وقتذاك بأنها ثورة إخوانية». وعن رأيه فى مبادرة المرشد العام حول ضرورة التوافق مع الأحزاب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، أضاف: «لا غنى عن التوافق لأنه لن يستطيع فصيل بمفرده أن يقود البلاد»، مؤكدا أهمية التعود على ثقافة الاختلاف، وقبول الآخر وعدم تخوينه، منتقدا الدعاية الدينية التى صاحبت الاستفتاء على التعديلات الدستورية الأخيرة، وقال: «هناك قواسم مشتركة نتفق عليها ولابد أن نتعاون مع الآخرين». وعن علاقة الجماعة بالمجلس العسكرى أكد البلتاجى أن الإخوان يسيرون وفق سياسة «لا التفويض ولا الصدام»، مضيفا: «نحن نبدى ملاحظاتنا وننصح فقط، ومحاكمة الرئيس وأسرته يرجع الفضل فيها إلى القدرة على حشد الملايين لتحقيق المطالب.