عندما اختارت كيت ميدلتون زهرة إنجليزية لتكون واحدة من أربع زهور رمزية تزين كعكة عرسها، ربما جال بخاطرها، أنها كثيرا ما وصفت بأنها "زهرة إنجليزية". يعتقد أنه ليس للفتاة جذور أرستقراطية، ولكنها الآن تحولت إلى العروس الملكية، التي تشير تكهنات كثيرة إلى أنها ستصبح أميرة القلوب الجديدة في بريطانيا. حملت الأميرة الراحلة ديانا -والدة العريس الأمير ويليام نجل ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز- لقب "أميرة القلوب". وفي السادس عشر من نوفمبر الماضي، عندما أعلن الأمير ويليام وكيت ميدلتون خطبتهما، سمع معظم البريطانيون، بل وكثيرون في أنحاء العالم العروس (29 عاما) تتحدث بشكل علني للمرة الأولى. وقد أعجب الناس بما ذكرت وما رأوها عليه، وهو ما تعضده الزيادة في شعبيتها خلال فترة قصيرة، فقد وجدوا فيها فتاة بسيطة هادئة تبدو بالفعل من أبناء الطبقة الوسطى، لا تتوقف كثيرا في حديثها وتشع سحرا طبيعيا. تنحدر ميدلتون التي تتفاخر بإرث يمزج بين الطبقتين المتوسطة والعاملة، من أسرة من المحامين وملاك الأراضي، من جهة أبيها والجزارين وعمال المناجم والخدم من جهة الأم. غير أن الخبراء بعلم الأنساب اكتشفوا صلة دم تربطها بزوج المستقبل، من بعيد، وأن كيت وويليام أبناء عمومة من الدرجة الخامسة عشرة، حيث تربط بينهما أسرة عاشت في القرن السادس عشر تنحدر من نسل الملك إدوارد الثالث. وقال موريس بيربريير، نائب رئيس تحرير دليل "دوبريه" وهو دليل شامل يؤرخ ويوثق أنساب النبلاء في بريطانيا: "كيت لا تنحدر من أي نسل أرستقراطي.. كون المرء ينحدر من نسل إدوارد الثالث لا يعني أنه أرستقراطي"، مضيفا "يبدو أن كاثرين ميدلتون إنجليزية حتى النخاع، وباستثناء فرع فرنسي واحد هو هوجينو، وجد واحد أسكتلندي.. هي بحق وردة إنجليزية". والسؤال الآن: هل تصبح كيت ميدلتون ديانا جديدة، أو بالأحرى "أميرة للقلوب" كما كانت الراحلة؟ تقول راشيل جونسون محررة مجلة "ذا ليدي": "لقد أيقظت (كيت) المشاعر التي انتابت العامة تجاه ديانا عام 1981". لكن على خلاف ديانا التي انحدرت من أسرة أرستقراطية معروفة، جاءت ميدلتون "فتاة من الطبقة المتوسطة، نشأت نشأة جيدة" و"أذكى بكثير" من أن تسمح للإعلام بأن يلاحقها، كما فعلت ديانا. ولقد جاء انطباع الأسرة الملكية عن كيت خلال مرات ظهورها العلني القليلة قبيل الزفاف، إيجابيا إلى حد بعيد، إذ أثنوا على "عدم تكلفها" ومظهرها "غير المبالغ فيه"، وعلق مراسل "بي. بي. سي" في القصر الملكي عليها بقوله "إنها تتفاعل جيدا مع الجماهير". ألمح آخرون أيضا إلى أن كيت، على النقيض من ديانا، خرجت من أسرة آمنة وسعيدة، فهي الثالثة بين أبناء أسرة لأبوين لا يزالان يعيشان معا بعد زواج مستمر لأكثر من ثلاثين عاما. ولدت كاثرين إليزابيث ميدلتون بمستشفى "رويال بيركشير" في ريدينج قرب لندن يوم التاسع من يناير 1982. وفي مايو 1984، انتقل والداها الى العاصمة الأردنية عمان، حيث عمل الأب هناك قرابة ثلاث سنوات، التحقت خلالها الصغيرة كيت بدار حضانة. تلقت كيت تعليمها في بريطانيا، بكلية مالبورو في ويلتشير حيث درست الكيمياء والأحياء والفن. ويقول مدرسوها السابقين إنها كانت "متميزة في كل العلوم التي درستها". في سنة التفرغ -سنة يترك فيها الطلاب الدراسة الرسمية ليلتحقوا بأي نشاط يرغبون في التدرب عليه بشكل اختياري- التحقت بدورة فنية في فلورنسا، وساعدت طاقم ملاحين بحريين في برنامج استكشافي في تشيلي، وهو نفس البرنامج المهاري الذي التحق به عريسها الأمير ويليام قبلها بشهور. وفي عام 2001 التحقت كيت بجامعة سانت أندروز في اسكتلندا -حيث التقت بالأمير ويليام بعد عام- وتخرجت بنفس تقديره في تاريخ الفن عام 2005. ومنذ نالت شهادتها وهي في انتظار أميرها، حتى أنها لقبت "كيتي المنتظرة" وعملت بدوام غير كامل في سلسلة متاجر الموضة "جيجسو"، ثم في شركة الأسرة "بارتي بيسز" المتخصصة في بيع الدمى عبر البريد. تشمل هوايات كيت المشي والتنس والسباحة والإبحار وبعض الفنون، بينها التصوير والرسم.