فتحت قوات الأمن اليمنية النار، اليوم الثلاثاء، على آلاف المتظاهرين المناهضين للنظام في جنوب صنعاء، ما أدى إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى، وذلك قبل لقاء وفد حكومي يمني مع وسطاء من مجلس التعاون الخليجي لإيجاد حل للأزمة في اليمن. وقال شهود عيان ومصدر طبي، إن قوات الأمن أطلقت النار بشكل عشوائي على المحتجين الذين كانوا يتظاهرون في حي وادي القاضي في تعز ثاني مدن البلاد، للمطالبة بسقوط النظام. وقد أصيب عدد منهم. وأفاد مصدر طبي أن مواطنا أصيب بجروح خطرة لدى مروره بسيارته، قضى متأثرا بجروحه بعد ساعتين من نقله إلى أحد مستشفيات المدينة. وأفاد منظمو التظاهرة عن اعتقال 4 أشخاص آخرين بينهم مصور صحيفة محلية. وفي الوقت الذي يستمر فيه الحراك الاحتجاجي للمطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح فورا بعد ثلاثة أشهر من انطلاقه، من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي في المساء بمبادرة من ألمانيا اجتماعه الأول المخصص للأزمة اليمنية. كذلك يلتقي وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر وسلطنة عمان والكويت والبحرين، اليوم الثلاثاء، في أبوظبي، ممثلين عن الرئيس صالح الحاكم منذ 32 عاما. وكانوا استقبلوا يوم الأحد الماضي في الرياض وفدًا من المعارضة اليمنية في إطار وساطتهم. لكن يبدو أن كلا الفريقين، السلطة والمعارضة في اليمن، يتمسكان بمواقفهما. وقال مسؤول في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح لوكالة الفرنسية، طالبا عدم كشف اسمه، "سنؤكد مجددا (للوسطاء) تمسكنا بالشرعية الدستورية. لن نقبل بأي تغيير خارج هذه الشرعية". وقال مسؤول آخر في حزب المؤتمر الشعبي العام: إن الرئيس الذي تنتهي ولايته في العام 2013، "انتخب من قبل الشعب، ومن غير الوارد أن يتخلى عن تمثيل إرادة الشعب". ويضم الوفد الذي سيقوده عبد الكريم الارياني أحد مستشاري صالح، وزير الخارجية أبو بكر القربي ورئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر سلطان البركاني. وأكد صالح أنه مستعد لانتقال سلمي للسلطة لكن في إطار الدستور. لكن بالنسبة للمعارضة فإن تنحيه شرط مسبق لأي حل. وكرر أحد مسؤولي المعارضة لوكالة الفرنسية "أن الأزمة لا يمكن حلها سوى برحيله". وتمنى أن ينضم الفريق الرئاسي إلى "جهود الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والأمريكيين والأوروبيين". ويرى خبراء في المنطقة أن مبادرة مجلس التعاون الخليجي تبدو وكأنها مسعى الفرصة الأخيرة، لتفادي حرب أهلية. وكما تخشى الولاياتالمتحدة والمملكة العربية لسعودية، فإن الفوضى ستصب في مصلحة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، المنتشر في اليمن، وتعتبره واشنطن الخطر الرئيسي على الأمن الأمريكي.