أكد حمدين صباحي، في مؤتمره الإعلاني لبرنامجه الانتخابي في ساقية الصاوي، والذي أقيم مساء أمس السبت، أن الشعب المصري هو الوحيد صاحب قرار إلغاء معاهدة كامب ديفيد، مشددًا على أحقية الشعب في الحصول على الحكم المدني، لا العلماني ولا العسكري ولا الديني، قائلا: "نريد دولة مدنية لا علمانية ولا دينية ولا عسكرية، يعود فيها القرار للشعب. وبالرغم من ذلك نحن مجتمع لا يستطيع فصل الدين عن الحياة، فإن الدين -إسلامي ومسيحي- داخل في تشكيل الشخصية المصرية". وأضاف: "نحن أبناء الثقافة العربية الإسلامية، من خلال 14 قرنًا، مسلمين ومسيحيين، وكما يقولون الإغراق في المحلية الطريق للعالمية، فالحضارة العربية هي مقصدنا للتطور والنهضة"، مؤكدًا أن "هذا لا يصنع دولة دينية. فالقرار في هذا الوطن ليس للشيخ أو القسيس، وإنما للشعب المصري كله من خلال صناديق الانتخابات، معتمدين على هويتنا العربية، متساوين فيها أمام القضاء، وأمام القانون، لنا حقوق وعلينا واجبات". ليس هذا زمن (تواضع الأحلام) وأكد في افتتاح كلمته: "أريد للشعب المصري عدة حقوق، أولا: حق المصريين في أن يحلموا حلمًا كبيرًا يليق بمصر وبثورة 25 يناير، فليس هذا زمن تواضع الأحلام، يجب أن نحلم حلمًا كبيرًا يليق بأم الدنيا"، مضيفًا: "ما أحلم به لمصر، أن تتمكن من تحقيق نهضة تنموية كبرى في مستوى زمني منظور وعلى مدى قصير، وليست أزمنة مؤجلة. فإذا كان الدستور قد أقر 8 سنوات كحد أقصى للرئاسة، فنتمنى أن تحقق مصر نهضة قوية لتجعلها في المركز الثامن في أقوى اقتصاديات العالم؛ لأنها تملك الإمكانيات الكبيرة لتحقيق ذلك". وضرب المثل بعدة دول تملك إمكانيات أقل كثيرًا من مصر، فقال: "هناك تركيا وإندونيسيا والهند والصين والبرازيل. فالبرازيل التي تشابهنا، تمكنت في 8 سنوات من ذلك، بدأت في 2003 وانتهت في 2011، واستطاعت البرازيل الانتقال من بلد مديون إلى أقوى اقتصاد في العالم"، مؤكدًا أننا "نحتاج إلى كل إلهام من تجارب العالم من حولنا". معالم البرنامج الانتخابي وحقوق المواطنين على الرئيس وأكد أن برنامجه الانتخابي يحتوي 3 معالم: "الديمقراطية.. لن نبنى نهضتنا إلا إذا كنا كلنا متساوين. كما يجب الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية، ووجود ضمانات حقيقية لمحاسبة الرئيس، وتقليص صلاحيات الرئيس، ووجود رأي عام وبرلمان قوي لا بد أن يخضع له الرئيس المصري". مشيرًا إلى "نريد الانتقال من بلد يتجبر فيها الرئيس على سلطته، إلى دولة تستطيع مساءلة ومحاسبة الرئيس، فقد كنا فيما يسمى ب"عصر الديكورية". نريد ضمانات حقيقية لضمان تحديد سلطة الرئيس، ولن يتم ذلك إلا باستقلال القضاء، من خلال مساواة كل المصريين أمام القضاء المستقل، ويحتاج ذلك إلى عدالة سريعة ومستقلة، لأنها ضمانة قوية للنهضة الكبرى". كما أكد أن: "العدل الاجتماعي والحقوق الاقتصادية للشعوب، هي مطالب (الخبز مع الكرامة)، فلا يجوز أن تمنح المواطن حق الصراخ، مع حرمه من جزء من ثروة الوطن"، وأضاف أن: "حق كل مصري في (سكن) يليق به، ونحن لن نقبل بالعيش في العشوائيات. وأيضًا الحق في الغذاء ولن تكون مصر جديرة أن يقبل أحد منكم أن يرى أطفال الشوارع يبحثون عن أكل في سلال القمامة، وأيضا الحق في الرعاية الصحية، الوقائية فيها أهم من العلاجية، وإبداع نظم للوقاية من العلاج، ولا يسري على فئة معينة، وإنما لكل المصريين من عمال وعمالة موسمية"، كما أكد أنه "لن يرفع الدعم قبل أن يستطيع كل مصري شراء أي سلعة أساسية، بل ويفيض عنه". استقلال القرار الوطني المصري.. ووقف تصدير الغاز لإسرائيل وأكد صباحي "حتمية استقلال القرار الوطني المصري، من شعب حر ومن رئيس مصري، ليس من البيت الأبيض ولا الكنيست ولا أصحاب النفط في أي مكان، ولن يتحقق ذلك إلا بالديمقراطية، فلا يستطيع الرئيس المصري المنتخب أن ينفرد أو ينأى بقرار ضد رأي الأغلبية المصرية الحقيقية"، وأشار إلى أنه سوف يحترم معاهدة كامب ديفيد، ولكن "إذا أراد الشعب المصري أن يلغيها أو يتركها فذلك قرار متروك للشعب". كما أوضح أن "هناك فرقا بين حرب مع إسرائيل وعدم قبول المهانة والذل لأي كان. واحتراما للقضاء المصري لن أسمح تصدير الغاز لإسرائيل، ولن أسمح بغلق المعابر ومحاصرة غزة، ولن أسمح أن تصبح مصر (عرّابًا) لأي من سياسة أمريكا ولا إسرائيل".