ظهرت علامات الحسرة والندم على وجه جمال وعلاء مبارك نجلى الرئيس السابق فى أول خروج لهما من زنزانتهما لأداء صلاة الجمعة فى مسجد مزرعة طرة، الذي شهد أول صلاة جماعية لجميع أقطاب النظام السابق. خرج الواحد منهم تلو الآخر فى طريقه إلى المسجد وسط إجراءات أمنية مشددة لم يشهدها السجن من قبل. كان أحمد عز وجرانة والمغربى أول الواصلين إلى المسجد وبعد دقائق قليلة جاء عهدى فضلى وعمرو عسل، وقد اتجهت أنظار الجميع نحو باب المسجد لرؤية الأخوين جمال وعلاء، إلا أنهما تأخرا كثيرا. ووصل إلى المسجد حبيب العادلى الذى ظهر واثقا من نفسه تماما، وقبل بداية خطبة الجمعة دخل صفوت الشريف متكئا على أحد الحراس وبعده فتحى سرور، وقبل إقامة الصلاة بدقيقة واحدة دخل زكريا عزمى وجمال مبارك وعلاء وحاولا الجلوس فى الصفوف الأخيرة، ولكن تم إفساح الطريق لهما ليصلا إلى الصفوف الأولى وجلسا عدة ثوان وتمت إقامة الصلاة. فور نهاية الصلاة التف الجميع نحو الأخوين مبارك وكان كل من الوزراء المحبوسين يتأسف لما حدث لهما ولوالدهما، وأكد كل منهم أنه حاول بقدر المستطاع إنقاذ النظام أيام الثورة ولكن الثورة كانت أقوى من قدراتهم، واتجهت أنظار الوزراء السابقين وأبناء الرئيس إلى حبيب العادلى وزير الداخلية الذى حاول تبرئة نفسه أمام جمال مبارك قائلا له إنه لم يتهم والده فى التحقيقات وأنه خدمه على مدى 14 عاما وحافظ على النظام طوال هذه الفترة، وأن الأوضاع الاقتصادية والحياتية التى كان يعيشها المواطنون كانت وراء زيادة أعداد المتظاهرين ودارت مناقشات بين أبناء الرئيس وفتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق وطمأنهم من الناحية القانونية. وبعد الصلاة خرج جميع الوزراء خلف جمال وعلاء إلى كافتيريا السجن فى مشهد لم يعرفه السجن من قبل، وحولهم عدد كبير من الحراس بينما رفض قائد الحرس ذهاب الجميع مرة واحدة وطلب من جمال وعلاء العودة إلى الزنزانة. وقالت مصادر أمنية، إن جمال وعلاء لزما زنزانتهما ولم يخرجا منها سوى لقضاء الحاجة فقط وصلاة الجمعة، وأن لحيتيهما طويلتان ولا يصففان شعر رأسيهما منذ وطئت أقدامهما السجن. وأكدت المصادر أن عز ذهب للقاء جمال فى زنزانته بينما رفض علاء استقباله وأخبر الحرس بأن عز هو السبب في كل ما وصلت إليه عائلة الرئيس السابق.