دعا خبيران سودانيان إلى ضرورة دعم القوات المسلحة السودانية بالتقنيات والرادارات والمعدات الفنية الحديثة، واستمرار الجهود لتأمين بورسودان والساحل السوداني، حتى يتم ردع الاعتداءات الإسرائيلية التي تكررت على البلاد في الفترة الماضية، وكان آخرها الاعتداء على سيارة مدنية ببورسودان منذ 10 أيام، ما أدى إلى مقتل سودانيين اثنين كانا بداخلها. وحذر الخبيران من النشاط المخابراتي الإسرائيلي في شرق البلاد، واعتبرا أن إسرائيل وأمريكا سعتا لتطويع الوضع في السودان لصالحهما، وأن إسرائيل حققت جزءا من أهدافها بفصل جنوب السودان. فقد أكد الخبير السوداني الدكتور يوسف السيد أن البحر الأحمر يمثل أهمية إستراتيجية واقتصادية وعسكرية لصانع القرار الإسرائيلي، باعتباره معبرا مهما لتصدير البترول العربي، ويرتبط بقناة السويس والمحيط الهندي. وقال السيد: إن التآمر الإسرائيلي على السودان قديم، موضحا أن إسرائيل استغلت أدوات السياسة الخارجية الأمريكية والمنظمات الدولية ومؤسسات التمويل الدولية ودوائر صنع القرار الأمريكي للتآمر على السودان، وسعت لتقسيمه وإلصاق تهمة الإرهاب به، حتى تتمكن من إضعافه. وأضاف الخبير السوداني في ندوة نظمها مركز الراصد للدراسات السياسية والإستراتيجية بالخرطوم، أمس الأربعاء، بعنوان (الوجود الإسرائيلي في البحر الأحمر وأثره على الأمن الداخلي في السودان)، أن إسرائيل حققت جزءا من أهدافها بفصل جنوب السودان. من جانبه، أكد الدكتور جمال رستم، الخبير العسكري، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل تعدان السودان من أهم دول البحر الأحمر على الإطلاق، بالنظر للدور الذي يمكن أن يلعبه في المنطقة ولعلاقاته الجيدة مع دول البحر الأحمر الأخرى، مبينا أنهما (إسرائيل وأمريكا) سعتا لتطويع الوضع في السودان لصالحهما. وأوضح رستم أن إسرائيل تسعى دائما لإشعال الوضع في دارفور بدعمها للحركات الدارفورية المسلحة، مضيفا أن العسكريين الإسرائيليين يعمدون دائما لنقل معاركهم العسكرية لأرض الخصوم. وأكد أن موقف السودان الثابت من دعم الحقوق الفلسطينية أدى إلى أن تقصف إسرائيل شرق السودان ثلاث مرات بدعاوى وقف تهريب الأسلحة لحركة حماس الفلسطينية عبر شرق السودان، منوها أن النشاط المخابراتي الإسرائيلي كبير جدا في شرق البلاد، واعتبر أن تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على السودان يجيء لإرسال رسائل متعددة لكثير من الدول، ومن بينها السودان، حتى تكف عن دعم المقاومة الفلسطينية، وحتى تستطيع إسرائيل إلصاق التهمة بالسودان. وشدد الخبير العسكري السوداني على ضرورة دعم القوات المسلحة السودانية خاصة الدفاعات الجوية، حتى يتم ردع هذه الاعتداءات، وكان حادث الاعتداء الإسرائيلي الأخير قد نفذته طائرتا أباتشى إسرائيليتان الثلاثاء الماضي على السيارة السودانية، واستخدمت فيه أسلحة وذخائر حارقة خارقة، ما أدى إلى تدمير السيارة ومقتل اثنين كانا بداخلها، وتفحمت جثتاهما تماما، وكان اعتداء إسرائيلي مماثل وقع في عام 2009 بالمنطقة نفسها، راح ضحيته أكثر من 100 شخص.
