قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إن الولاياتالمتحدة تعتزم القيام بمسعى جديد لدعم إحلال سلام شامل بين العرب وإسرائيل، مشيرة إلى لعب الولاياتالمتحدة دورا أكبر في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأضافت كلينتون في كلمة ألقتها، ليل أمس الثلاثاء، في المنتدى العالمي الأمريكي الإسلامي، وهو تجمع ترعاه قطر ومعهد بروكينجز للأبحاث، أن الرئيس باراك أوباما سيحدد سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الأسابيع القادمة في كلمة ركزت على السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ولم تصل محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المباشرة التي أطلقها أوباما العام الماضي إلى شيء، ويتعرض الرئيس الأمريكي لضغوط للقيام بمبادرة جديدة وألا سيواجه احتمال أن يسعى الفلسطينيون لنيل اعتراف من الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطينية. وقالت كلينتون: "الرئيس سيتحدث بمزيد من التفصيل عن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الأسابيع المقبلة". وأضافت قائلة: "مصالح أمريكا وقيمها الأساسية لم تتغير، بما في ذلك التزامنا بدعم حقوق الإنسان وتسوية الصراعات المستمرة منذ وقت طويل والتصدي لتهديدات إيران وهزيمة القاعدة وحلفائها المتطرفين، هذا يشمل تجديد السعي إلى إحلال سلام شامل بين العرب وإسرائيل". وتحدثت كلينتون في ظل الانتفاضتين الشعبيتين اللتين أسقطتا رئيسي تونس ومصر هذا العام وأثارتا احتجاجات شعبية في عدة دول عربية، منها ليبيا والبحرين وسوريا واليمن. ومضت تقول: "الوضع القائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يمكن أن يدوم، مثله مثل الأنظمة السياسية التي انهارت في الأشهر القليلة الماضية"، وأضافت، أن السبيل الوحيد لتحقيق طموحات الشعبين هو من خلال حل الدولتين. وأضافت، " في حين أن من الحقائق البديهية أن الطرفين وحدهما من يستطيعان القيام بالاختيارات الصعبة من أجل السلام، إلا أنه لا بديل للقيادة الأمريكية النشطة المستمرة، وأنا والرئيس ملتزمان بذلك". وفي حين أن أوباما حين تولى رئاسة الولاياتالمتحدة قال: إن تسوية الصراع العربي الإسرائيلي الممتد منذ 60 عاما ستكون أولوية بالنسبة له، فإنه لم يبذل جهدا يذكر ليدلل على هذا. وانهارت محادثات السلام التي تهدف إلى إنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين العام الماضي، بعد أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تمديد التجميد الجزئي للأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة. وتشمل القضايا الرئيسية في الصراع الحدود والأمن ومستقبل القدس والمستوطنات اليهودية في الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، ومصير اللاجئين الفلسطينيين. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يزور نتنياهو الولاياتالمتحدة في مايو، وذكرت تقارير إعلامية أنه قد يطرح أفكارا جديدة بشأن كيفية تسيير عملية السلام من جديد. وتحدث السناتور الديمقراطي، جون كيري، الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ أمام المنتدى، أمس الثلاثاء، وقال: إن أوباما سيطرح مبادرة دبلوماسية جديدة قريبا. وقال كيري: إنه قبل زيارة نتنياهو "ربما وأقول ربما يقدم (أوباما) إسهامه في الاتجاه الذي يعتقد أن العملية يجب أن تسير فيه"، مضيفا أن هذا قد يؤدي إلى "جهود مسؤولة" نحو حل الصراع. وحذر مسؤولون أمنيون إسرائيليون من أن غياب مبادرة للسلام قد يؤدي إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة. وقتل أكثر من 500 مدني إسرائيلي في 140 هجوما انتحاريا فلسطينيا منذ عام 2000 إلى 2007، وقتلت القوات الإسرائيلية ما يزيد عن 4500 فلسطيني في نفس الفترة. وانفجرت قنبلة مخبأة داخل حقيبة قرب محطة للحافلات في حي يهودي بالقدس في 23 مارس، ما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة 30 شخصا على الأقل في هجوم أنحى باللائمة فيه على نشطاء فلسطينيين.