أعلن مسؤول بالأممالمتحدة في نيويورك أمس الجمعة، أنه يبدو أن لوران جباجبو زعيم كوت ديفوار المحاصر قد استعاد السيطرة على بعض المناطق في العاصمة الاقتصادية أبيدجان. وقال آلان لو روي، رئيس عمليات قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية، إن قوات جباجبو لا تبعد سوى حوالي كيلومتر واحد من فندق جولف، مقر الأممالمتحدة. وجاءت هذه الأنباء مع فرض القوات الموالية للحسن واتارا، الرجل المتوقع أن يصبح قريبا الرئيس الرسمي لكوت ديفوار، حصارا على المخبأ الذي يتحصن فيه جباجبو. وقال لو روي إن مستشارين لجباجبو اتصلوا بمسؤولي الأممالمتحدة بشأن تسليم سلمي للسلطة، لكنه قال إن هذا الموقف يبدو الآن كخدعة تسمح له بإعادة تجميع قواته. ونفى المزاعم بأن قوات جباجبو ليس لديها أسلحة ثقيلة، قائلا إنهم يستخدمون مدافع هاون ودبابات وأسلحة أخرى ضد المدنيين. وتحصن جباجبو في قبو أسفل مقر إقامته في أبيدجان منذ عدة أيام، حيث رفض التخلي عن منصبه رغم استسلام جيشه. ويحميه الآن ما يقدر ب200 من المسلحين الموالين له. وفي وقت سابق فتح الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة الباب أمام كوت ديفوار لاستئناف صادراتها من الكاكاو، حيث رفع بعض العقوبات عنها بناء على طلب واتارا. وقال المجلس الأوروبي إن العقوبات المفروضة على مينائي أبيدجان وسان بيدرو وشركة التكرير الإيفوارية ولجنة إدارة تجارة البن والكاكاو قد تم رفعها. وقال المجلس إن القرار الذي سيتم سريانه بمجرد نشره في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي يوم الاثنين يعني "دعم السلطات الشرعية" لكوت ديفوار. وقال أحد الدبلوماسيين في بروكسل، طلب عدم ذكر اسمه، إن الموقف في كوت ديفوار تغير "بشكل جوهري" حيث أصبحت اليد العليا لقوات واتارا. وأشار إلى أنه "تم فرض العقوبات من أجل الضغط على جباجبو لا من أجل معاقبة الشعب". إلا أن عقوبات الاتحاد الأوروبي الأخرى باقية، ومن بينها حظر شراء السندات والأوراق المالية من حكومة جباجبو أو منحها أي قروض، وأيضا حظر السفر وتجميد أرصدة جباجبو وأعوانه والشركات التي تمول نظامه. وقال واتارا في بيان بثه التليفزيون أول أمس الخميس، إن "السيد جباجبو تراجع إلى مقر إقامته مع أسلحة ثقيلة ومرتزقة.. وتم فرض حصار حول محيط (مقر إقامته) لجعل المنطقة أكثر أمنا للسكان المحليين". وفشلت محادثات قادتها الأممالمتحدة في إقناع جباجبو بالتنحي عن السلطة والاعتراف بتولي واتارا الحكم في البلاد، حيث ينظر إليه على أنه الفائز الشرعي في الانتخابات الرئاسية. كما فشل هجوم على مخبأ جباجبو يوم الأربعاء الماضي. ودخلت كوت ديفوار في موجة من الاضطرابات والعنف الدامي عقب الانتخابات، لكن لم تشهد الأسابيع الأخيرة سوي التحرك العسكري الحثيث من جانب القوات الموالية لوتارا، بعد أن فشلت جهود الوساطة والعقوبات في إزاحة جباجبو. وحاصرت القوات الموالية لواتارا أبيدجان الأسبوع الماضي، بعد مسيرة خاطفة عبر البلاد منحتهم السيطرة على أغلب المدن الكبرى، من بينها ياموسوكرو العاصمة السياسية، للبلاد وسان بيدرو أكبر ميناء مصدر للكاكاو في العالم. ويتردد أن أكثر من ألف شخص معظمهم مدنيون قتلوا خلال النزاع في مذبحة بمدينة دويكو غربي البلاد تتهم قوات المتمردين المتقدمة الموالية لواتارا بالضلوع فيها. وقالت الأممالمتحدة أمس إنها أكدت فقط العثور على 224 جثة جراء تلك المذبحة. وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة روبرت كولفيل في جنيف أمس الجمعة، إن المحققين عثروا أيضا على 40 جثة في بلدة صغيرة قريبة تدعى بلولكوين وأخرى في جويجلو. وقال كولفيل إن عمليات القتل التي تحدث في النزاع الحالي في كوت ديفوار "يبدو أن وراءها جزئيا على الأقل دوافع عرقية". ووفقا للمتحدث باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أدريان إدواردز، فإن عدد الذين يفرون من البلاد ارتفع إلى 150 ألفا، من بينهم 135 ألفا في ليبيريا المجاورة. وكان من المفترض أن تنهي انتخابات نوفمبر الماضي شبح الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2002 وأدت إلى تقسيم البلاد إلى شمال ذي أغلبية مسلمة معارضة وجنوب مسيحي.