طلبت جمعيات الدعوة السلفية، اليوم الخميس، من أنصارها عدم المشاركة في "جمعة المحاكمة والتطهير"، المقرر أن تبدأ صباح غد الجمعة بميدان التحرير، فيما شن قيادي بالجماعة الإسلامية هجوما ضاريا ضد رئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف. وأعلن عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم "الدعوة السلفية"، في مؤتمر صحفي بالقاهرة، اليوم الخميس، أن الدعوة لن تشارك في المظاهرات المليونية المقرر تنظيمها غدا الجمعة، للمطالبة بمحاكمة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وتطهير وسائل الإعلام والأجهزة الحكومية والرسمية من أنياب النظام السابق. وطالب الشحات الجماعة الوطنية المصرية بمنح المجلس العسكري المزيد من الوقت لتلبية كل مطالب الثورة، واحترام وجهة نظره في محاكمة المسؤولين السابقين، محذرا من أنه في حال تعرض الرئيس السابق لمحاكمة متسرعة قد تنتهي ببراءته، وهو الأمر الذي لن يرضي الشعب، حسب قوله، وقد يتسبب في مصادمات بينه وبين القوات المسلحة، مؤكدا إن الضغط على المجلس العسكري في هذه الظروف شديد التعقيد لن يكون في صالح البلاد. في الوقت نفسه، كشف الشحات النقاب عن قيام الدعوة السلفية بإرسال قائمة تضم أكثر من 60 معتقلا سلفيا ما زالوا قيد الاحتجاز في السجون إلى المجلس العسكري ومجلس الوزراء، للمطالبة بالإفراج عنهم، مشيرا إلى أن من بين المعتقلين ناشطا سلفيا يدعى إبراهيم أباظة تم اعتقاله بسبب مساندته قضية مقتل الناشط السلفي سيد بلال، الذي يتردد أنه لقي مصرعه على يد أفراد جهاز مباحث أمن الدولة. واتهم الشحات وسائل الإعلام باستخدام السلفيين كفزاعة للمجتمع، وقال: "هناك عتاب على وسائل الإعلام لأنها تتعجل في تصديق بعض الأشياء"، وعرض خلال المؤتمر مقاطع فيديو لبعض المسيحيين في الإسكندرية أكدوا أن علاقتهم بالسلفيين طيبة، وأنهم لم يتعرضوا لهم بسوء، كما عرض مقطع فيديو آخر لواقعة حرق منزل إحدى السيدات بمدينة السادات أكد خلاله أهالي المنطقة أن السلفيين لم يكن لهم أي دور في هذه الأحداث. كما تبرأ الشحات من الاتهامات التي وجهها الداعية السلفي حازم شومان للدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية حول زواج ابنته من شخص مسيحي، موضحا أن الدعوة السلفية تدين كل من يتعرض للحياة الشخصية لأي أحد، وخاصة الدكتور البرادعى. على صعيد متصل، شن عاصم عبد الماجد، القيادي في الجماعة الإسلامية، هجوما شديدا على الرئيس السابق لمجلس الشورى صفوت الشريف المزمع التحقيق معه يوم الاثنين المقبل في جهاز الكسب غير المشروع، حول أسباب تضخم ثروته بصورة غير مبررة، واتهمته بالتخطيط للثورة المضادة. وقال عبد الماجد في بيان كنا نعتقد على سبيل الخطأ أن صفوت الشريف انزوى واختار أن يصمت بعدما فشلت كل مخططاته الخبيثة في إجهاض الثورة، ولكنا كنا واهمين، وها هو صفوت الشريف يدير عبر رجاله أكبر وأخطر حرب إعلامية في تاريخنا الحديث ضد عدو وهمي اسمه "السلفيون". وأضاف، أن هذه الحرب جاءت بعد أن فشل فشلا ذريعا في موقعة الجمل الشهيرة، وبعد أن فشل أيضا في حملة الترويع الإعلامية التي خطط لها وقادها تلاميذه من ماسبيرو، تلك الحملة التي روعت مصر كلها، وصورت لهم أن البلطجية أحكموا قبضتهم على كل مدن وقرى مصر، وبعد أيام قليلة اكتشف المصريون أن صفوت الشريف باع لهم الوهم، وأن كل ما قاله التليفزيون المصري وقتها كان مفبركا وملفقا بالكامل، أو مبالغا فيه مبالغة شديدة مقصودة." واختتم عبد الماجد بيانه بالقول: "إننا نؤكد لهم أن حملتهم ستفشل، وسيكتشف الشعب زيفها وسيحاكم الشعب صفوت الشريف، ومن يقوم بتحريكهم في المواقع المختلفة، وخصوصا في مجال الصحافة والإعلام".