نفى اللواء ممدوح شاهين، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن تكون للثورة المضادة أية علاقة بالأحداث المؤسفة التى شهدتها مباراة نادى الزمالك والأفريقى فى استاد القاهرة أمس الأول، ونفى أن يكون الحادث مدبرا. وكان المئات من جمهور الزمالك قد اقتحموا الميدان قبل انتهاء المباراة بدقائق، وحمل بعضهم «سنجًا ومطاوى وشومًا»، وحاولوا الاعتداء على اللاعبين وطاقم الحكام، ودمروا كل ما صادفهم فى طريقهم. وقال شاهين ل«الشروق»: إن المجلس سيحقق فى الواقعة، ولن يقرر إلغاء مسابقة الدورى العام بسبب هذه الواقعة، ولكن قد يتخذ هذا القرار فى حالة تكرارها أكثر من مرة»، ثم عاد مضيفا أن المجلس سيتخذ قراره بناء على المذكرة التى سيرفعها اتحاد الكرة والمجلس القومى للرياضة والأجهزة الأمنية خلال ساعات. وأضاف عضو المجلس العسكرى أن القوات المسلحة ستبحث أيضا قيام عناصر من الجيش بتأمين المباريات مع عناصر الشرطة المدنية للحيلولة دون تكرار ما حدث داعيا إلى عدم تهويل الأمور. ودعا شاهين الجمهور المصرى بمختلف انتماءاته الكروية إلى «ضبط النفس والالتزام بالتشجيع الحضارى، والتمسك بالصورة الحضارية التى أشاد بها العالم عقب ثورة شعب مصر العظيم فى 25 يناير»، مشددا على ضرورة أن «تعى الجماهير خطورة الظرف الدقيق الذى تمر به مصر وأن مثل تلك الأحداث قد تؤثر سلبا على السياحة المصرية ومن ثم الاقتصاد المصرى». من جانبه، أكد اللواء حمدى بدين، قائد الشرطة العسكرية، أنه انتقل على رأس قوة أمنية من أفراد الشرطة العسكرية إلى استاد القاهرة فور اندلاع أعمال الشغب ونزول الجماهير إلى أرض الملعب، وأوضح انه دخل غرفة خلع الملابس الخاصة بلاعبى نادى الأفريقى التونسى، ونقل لهم اعتذار مصر حكومة وشعبا عما حدث كما أكد عمق أواصر العلاقة التى تربط الشعبين الشقيقين، وأكد أنه تم تأمين لاعبى الأفريقى التونسى بمدرعتين إلى مقر إقامتهم بأحد فنادق القاهرة، وأن الأمر نفسه حدث مع طاقم تحكيم المباراة ولم يصب أى منهم بسوء. ولفت إلى أن الشرطة العسكرية قامت بتطويق استاد القاهرة بثمانى مدرعات وعدد كبير من الجنود لإلقاء القبض على مثيرى الشغب. من جانبه، طالب الخبير العسكرى اللواء عبدالمنعم كاطو، المستشار بإدارة الشئون المعنوية، وزارة الداخلية بأن تتخلى «عن سلبيتها»، حسب وصفه، وأن تعود للشارع المصرى بكل طاقتها، مشيرا إلى أن ما حدث من تقصير أمنى لا تسأل عنه القوات المسلحة التى قامت بتأمين الاستاد من الخارج فقط لتتيح الفرصة للشرطة المدنية أن تمارس نشاطها المنوط بها وحتى تعود الحياة تدريجيا لطبيعتها. وبنبرة غضب شدد كاطو على ضرورة ألا يمر الحادث مرور الكرام وأن يتم التحقيق مع أى شخص أو جهة تشير إليها أصابع الاتهام حتى يتم التوصل للحقيقة خاصة «الالتراس» وإبراهيم حسن، مدير الكرة بنادى الزمالك، والذى اتهمه البعض بتحريض الجماهير عقب مباراة الذهاب، التى خسر فيها الزمالك اللقاء 4/2، لنزول أرض الملعب كما حدث فى تونس، كما طالب كاطو بإحالة المتورطين لمحاكم عسكرية، وتطبيق قانون البلطجة الجديد على كل من يثبت إدانته وإصدار أحكام رادعة ضد كل من اشترك فى هذا الحادث بمن فيهم الإداريون إذا ثبت فى حقهم التحريض على ما حدث. وقال كاطو: «كفى سلبية يا شرطة وكفى اعتذارات للجمهور، لقد وصلنا إلى درجة من الفوضى لا تطاق، أساءت لنا كمصريين، وجعلتنا نشعر بغصة مما حدث، فالشرطة هى يد السلطة وإذا كانت ضعيفة فالسلطة بالتبعية ستكون ضعيفة». وشدد كاطو على ضرورة أن يتخذ اللواء منصور العيسوى، وزير الداخلية، عدة إجراءات لإعادة هيبة الشرطة، لكنه طالب فى الوقت نفسه باستمرار مباريات الدورى بحيث تتولى قوات الأمن تأمين الاستادات من الداخل، بينما تتولى القوات المسلحة تأمينها من الخارج، واختتم كلامه بقوله «يجب ألا نضع رءوسنا فى الرمال، وأن نسير فى حياتنا العادية».