«الكرامة أولا» هى المطلب الأساسى والجوهرى للقبائل العربية المنتشرة فيما يقرب من 16 محافظة بمصر، فلا بد أن يشعر البدوى بأنه مواطن مصرى من الدرجة الأولى بعيداً عن التخوين والعداء الذى طالماً اتهم به طيلة حكم النظام السابق، هكذا يرى صلاح أبوعرفة، المبادئ الأساسية التى يجب أن يرسيها الرئيس القادم لمصر. أمام سرادق ضخم أقيم بصحراء الشرقية، وفى انتظار قدوم عمرو موسى الذى أعرب عن نيته الترشح لرئاسة الجمهورية يتذكر أبوعرفة ذكريات الظلم الذى عانى منه البدو خلال فترة حكم مبارك. فى أول تجمع شمل ممثلين من شباب وشيوخ القبائل العربية بجميع أنحاء مصر من مطروح وسيناء والصعيد والشرقية، بدا وكأنه مبايعة عربية لعمرو موسى لاختياره الرئيس القادم لمصر فى وداع دولة «قمع ستان»، و«ظلم ستان»، كما وصفها خطيب الجمعة فى المؤتمر. بابتسامة بسيطة وحنكة دبلوماسية تبنى عمرو موسى، مطالب البدو بتصديقه على ما قاله خطيب الجمعة، بأنه لا مجال لعهد كان يوضع فيه البدوى موضع الشبهات، وكان يعانى التهميش والحرمان من جميع الخدمات الأساسية، بعدها ألقى خطبة حماسية تضمنت ثلاث عبارات «لن تهان مصر بعد الآن.. ولن يهان أى مصرى بعد الآن.. ولا تهميش لأى قبيلة أو طائفة بعد الآن»، ارتفعت على أثرها أصوات التصفيق الحار والتدافع لمعانقة موسى طوال فترة وجوده بالمؤتمر. كان عمرو موسى قد شارك فى مؤتمر القبائل العربية لتأسيس أول حزب للعرب، بعد دعوته من البدو، وقضى يوم الجمعة معهم فى خيمة بدوية على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوى، بعد صلاة الجمعة وصلاة الغائب على روح شهداء ثورة 25 يناير، حتى تناول غذاء عربيا «كبسة»، وسط ممثلين عن جميع القبائل العربية.