النصب التذكاري ليس مجرد سبيل ماء أو فصل محو أمية يمكن التبرع بتصميمه و البحث عمن يموله! نحن نتحدث عن تعبير بصري و فراغي سيدخل في تكوين ذاكرة الشعب المصري لعقود وربما قرون قادمة، و هي مسؤولية تستلزم التعامل معها بشكل أكثر موضوعية مش بطريقة حلق حوش. إذا كان على التبرع فيه مليون معماري في مصر مستعدين للتبرع بتصميميات، و لكن من حق الشعب المصري إنه يختار أفضل بديل و هذا لن يتحقق من دون مسابقة معمارية. و أود في هذا السياق توضيح أن الثورة قامت بالأساس لتوكيد سيادة الشعب على نفسه، و أن مفهوم وصاية سلطة الفرد على الشعب قد ولى، و أن الشعب من الآن هو مصدر السلطات، لذلك يجب توضيح أنه من خلال ما سبق توضيحه عن مباديء الثورة، و ما هو معروف في أخلاقيات المهنة المعمارية يتضح أن مسألة النصب التذكاري لا ينبغي أن تطرح بهذا القدر من الإستخفاف، هي مسألة ينبغي تبنيها في نطاق ما هو معروف بإسم "المسابقة المعمارية" سواء كانت على نطاق المعماريين المصريين أو المعماريين الدوليين كذلك.. بهدف فتح المجال لكافة الطاقات المعمارية –المصرية و الدولية- للتعبير عن روح الثورة و نبل أهدافها و تمجيد ذكرى الشهداء، بحيث يتم تحكيمها في سرية تامة من خلال لجنة تحكيم مكونة من معماريين دوليين و مصريين مشهود لهم بالكفاءة التصميمية و النقدية، فيكسب الشعب في النهاية نصب تذكاري مبدع بحق في التعبير عما نشعر به جميعا. و شخصيا أود أن أوضح أيضا أن مسألة النصب التذكاري قد تشمل تطوير الفراغ العمراني لميدان التحرير بالكامل بالشكل الذي يسمح لأن يكون فراغ عمراني فعال يتجمع فيه الشعب المصري في الخامس و العشرين من كل عام للإحتفال بالثورة، و ربما أيضا في أيام أخرى، ليكون ميدان التحرير هايد بارك الشعب المصري، المكان الذي تذوب فيه الخطوط الإجتماعية بين افراد المجتمع المصري ليكون مكانا للتعبير عن الرأي بالكلمة و اللحن و الصورة. أيا كانت الأفكار، يجب أن تكون في سياق التنسيق مع الجمع و ليس مجهود الإستباق الفردي و البحث عن الشهرة، أيا كان ما يمثل الجمع، سواء كنا نتحدث عن نقابة المهندسين، جمعية المهندسين المعماريين، هيئة التنسيق الحضاري، وزارة الإسكان، أقسام العمارة بالجامعات المصرية الحكومية و الخاصة. بحيث يهدف التنسيق سواء من خلال الندوات أو المؤتمرات أو ورش العمل إلى التوصل للصورة الأمثل لشكل المسابقة و نطاقها كذلك، و دراسة إمكانية مدى وجود مشاركة شعبية في التحكيم، سواء من خلال ورش العمل، أو الإستفتاء. و هذا إلى حد كبير ما تحقق في صفحة على الفيسبوك مفتوحة لكافة المعمارين المهنيين و الأكاديميين و المفكرين و الفنانين كذلك، يقوم بدعم وتنظيم هذه التجربة الفريدة العديد من المجموعات الشعبية والمهنية والرسمية والباب مفتوح لمشاركة المزيد: • محافظة القاهرة • جمعية المعماريين المصرية • الجهاز القومى للتنسيق الحضاري • نقابة الفنانين التشكيليين • الهيئة العامة للتخطيط العمراني • مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية • قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة • مجلة مجاز للتصميم • جمعية المهندسين المصريين • المعماريين المصريين العاملين في دبي • شباب المعماريين المشاركين في الثورة و أعتقد أن الصفحة أعلاه بمجموعة المؤسسات الحكومية و الغير حكومية و الأكاديمية و المهنية تستحق الإشارة في جريدتكم الموقرة ، لأن أي معماري مهني أو أكاديمي على دراية تامة بما هو متعارف عليه مهنيا في أن تصميم نصب تذكاري لثورة أبهرت العالم أمر يتطلب مسابقة معمارية -محلية أو دولية- ذات مصداقية مهنية يكون فيها الشعب هو الرابح الأكبر.