واصلت أمس نيابة أمن الدولة العليا تحقيقاتها مع يوسف والى، نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة الأسبق حول إجراءات عقد تمليك الأمير السعودى الوليد بن طلال لمساحة 100 ألف فدان بمشروع توشكى، بواقع 50 جنيها للفدان. ووصل والى أمس إلى نيابة أمن الدولة فى العاشرة صباحا، وقدم إلى النيابة حافظة مستندات تتضمن أن إبرامه للعقد كان بموافقة الجهات المختصة وليس بتصرف فردى منه، وأن الأراضى فى هذا الوقت كانت بهذا السعر، وحتى مثول «الشروق» للطبعة الأولى لم تصدر النيابة قرارا بشأنه. وكانت عدة بلاغات قدمت ضد والى حول قيامه ببيع 100 ألف فدان من أراضى توشكى، وارتكابه مخالفات جسيمة فى العقد، وتسهيله الاستيلاء على المال العام دون وجه حق، وقد ألقى والى فى الجلسة الأولى من التحقيقات بالمسئولية على عاتق الرئيس السابق حسنى مبارك، والدكتور كمال الجنزورى رئيس وزراء مصر الأسبق، إلا أن الجنزورى أكد أن عقد ملكية الوليد بن طلال، للأرض لم يعرض عليه، وأنه لا علاقة له من قريب ولا من بعيد بالموافقة على منح الوليد الأرض. وأضاف الدكتور الجنزورى أن يوسف والى لم يتبع تعليمات مجلس الوزراء عندما طلب فى مذكرة أخذ رأى المجلس فى تخصيص الأرض للوليد، حيث إن مجلس الوزراء قال فى اجتماعه بتاريخ 12 مايو 1997 إنه يوافق على تخصيص الأرض ولا يتم البيع إلا فى حالة «العمل فى الأرض والإنبات»، وأن تكون الملكية لشركة مساهمة مصرية، الأغلبية المالكة فيها مصريون، وأن والى أخطأ ولم يضع شرطا واحدا للوليد فى العقد، ولم يهتم بحفظ حق الدولة فى سحب الأرض من الوليد إذ ما لم يستصلحها، وأوضح الدكتور الجنزورى أنه لم يكن يحق ليوسف والى أن يوافق على العقد بهذه الطريقة. وفى السياق نفسه، أضاف المهندس الزراعى محسن هاشم بلاغا جديدا للنائب العام ضد يوسف والى، متهما إياه بالمشاركة فى استيراد مبيدات فاسدة ومسرطنة، وغير صالحة من الخارج، وبخاصة من شركة كاليوب الفرنسية، وهذه المبيدات حسب البلاغ الذى حمل رقم 1398 تسبب السرطان والفشل الكلوى. وأورد هاشم فى البلاغ قائمة المبيدات التى تم استيرادها فى عهد والى، والتى لا يزال المجتمع يعانى آثارها حتى هذه اللحظة، حسب مقدم البلاغ، وفى قائمة المبيدات يتبين أن مبيد «بروبادجيت» يسبب الأورام السرطانية، كما أن مبيد «مانكوزيت» يسبب أمراضا غددية وسرطانية فى الغدة الدرقية، ويسبب مبيد «مانيب» الأورام السرطانية، ويتسبب مبيد «كلور ثالونى» الأورام السرطانية، ويتسبب مبيد فلوبيت فى أورام سرطان الكبد، أما مبيد «إيروديون» فيسبب أوراما فى المبيض والأمعاء، كما يتسبب مبيد «كابتان» فى سرطان الكلى، فضلا عن أسماء أخرى من المبيدات قال البلاغ إنها استخدمت فى عهد يوسف والى تسبب أمراضا فى الرئة والكبد وسرطان الثدى والغدة النخامية وغيرها، ووضع البلاغ فى القائمة 30 مبيدا على هذا النحو تتسبب فى أورام سرطانية مختلفة. والتمس هاشم فى البلاغ التحقيق فى جرائم استيراد المبيدات المسرطنة والتحقيق مع يوسف والى. فى اتجاه آخر تعمل «اللجنة المصرية لمقاومة التطبيع الزراعى» على وضع قائمة سوداء ضخمة تطول أسماء العديد من المسئولين وأصحاب الشركات المطبعين مع إسرائيل، وانتظمت اجتماعات اللجنة بداية من الأسبوع الماضى تمهيدا لعرض نتائج ما توصلت إليه فى مؤتمر صحفى عام. ومن المنتظر أن تشمل القائمة الإعلان عن آليات عمل المطبعين بأجهزة الدولة خلال العقود الماضية وحتى الآن، وتطول القائمة وزير الزراعة الحالى أيمن فريد أبو حديد، وقت أن كان يشغل منصب مسئول الصوب الزراعية، حيث سافر إلى إسرائيل مرات عديدة، ووصفه التقرير بأنه من أخطر المطبعين مع إسرائيل. كما تشمل القائمة الدكتور ممدوح تادروس وزير البيئة الأسبق، ونبيل المويلحى مدير معهد بحوث الأراضى والمياه بمركز البحوث الزراعية سابقا، وعلى أبو جازية، رئيس اتحاد مصدرى ومنتجى الحاصلات البستانية سابقا. كما يرصد التقرير ما سماه بالسياسات الزراعية التخريبية التى اتبعها يوسف والى وطابوره الخامس، على إدخال مبيدات مسرطنة وتشكيل وكلاء لشركاتها فى مصر، ومن بين هذه الشركات ستار سيدس إيجبت وتكنو جرين وكارمل واجرو كيمالز وهاريزا إيجبت ونادكو وشركة الوفاء وجرين فالى وسيف جريت.