17 ديسمبر الماضى.. فى هذا اليوم أحرق الشاب التونسى محمد البوعزيزى جسده، فأشعل نارا عربية للتغيير التهمت حتى الآن حكم الرئيسين حسنى مبارك «82 عاما» وزين العابدين بن على «74 عاما»، وها هى تلفح وجهى معمر القذافى فى ليبيا وعلى عبدالله صالح فى اليمن. وفى الدول الأربع السابقة صاغ المحتجون مطالبهم فى هتاف «الشعب يريد إسقاط النظام»، وبمرور الأيام امتدت الاحتجاجات إلى كل الشوارع العربية تقريبا، غير أن المطالب تتباين من دولة لأخرى، حتى بات من الضرورى رصد ما تريده هذه الشعوب. البحرين يطالب معظم المحتجين بتحسين الأوضاع المعيشية وإجراء إصلاحات سياسية، منها حل مجلسى النواب والشورى، والبدء فى تداول السلطة التنفيذية عبر انتخابات حرة، وكفالة حرية تشكيل الأحزاب، وإطلاق حرية الرأى، وصياغة دستور جديد. إلا أن ائتلافا صغيرا فى المملكة، ذات الأغلبية الشيعية، يطالب بإنهاء حكم أسرة آل خليفة السنية. ويغلب على هتافات المحتجين: «إخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن ما نبيعه»، و«سلمية سلمية»، إضافة إلى شعار «بالروح والدم.. نفديك يا بحرين». السعودية اندلعت المظاهرات فى المنطقة الشرقية التى يغلب عليها الشيعة، مطالبة بالإفراج عن الداعية الشيعى توفيق العامر، الذى اعتقل إثر دعوته لقيام ملكية دستورية، ورفع ما اعتبره تمييزا طائفيا، إضافة إلى الإفراج عن تسعة معتقلين شيعة منذ سنوات. كذلك يدعو المحتجون، وبينهم سنة، إلى إصلاح النظام الحاكم. وقد وصف علماء سعوديون المتظاهرين بأنهم «فاسقون ومارقون وخارجون على ولاة أمرهم وفق المذهب السلفى الوهابى»، مفتين بحرمة المظاهرات. العراق يحتج المتظاهرون على تدهور وانعدام الخدمات والبطالة والفساد المستشرى فى مفاصل الدولة، مشددين على تمسكهم بالوحدة الوطنية ونبذ الطائفية. ثم تصاعدت المطالب إلى حد الإطاحة بالنظام السياسى وحكومة نورى المالكى، وتغيير الدستور. ويهتف المتظاهرون: «كذاب كذاب نورى المالكى.. كذابة كذابة العراقية» (فى إشارة إلى قائمة العراقية بزعامة المالكى)، و«نفط الشعب للشعب مو للحرامية»، و«سلمية سلمية». الأردن تطالب الاحتجاجات بالتصدى للغلاء والفساد وإصلاح النظام الحاكم والتحول إلى ملكية دستورية بإعادة السلطة للشعب، واتخاذ إجراءات ملموسة حيال الفقر والبطالة. كما يطالبون برحيل الحكومة وحل البرلمان. ويردد المتظاهرون: «الشعب يريد حل البرلمان»، و«بدنا حكومة منتخبة»، و«اكشفوا أوراق الفاسدين»، وغيرها. لبنان تجمع مئات اللبنانيين أكثر من مرة فى الشهرين الماضيين بالعاصمة بيروت مرددين: «الشعب يريد إسقاط الطائفية»، فى إشارة إلى النظام الطائفى الذى يحكم لبنان (الرئيس مسيحى مارونى، رئيس الحكومة مسلم سنى، رئيس مجلس النواب مسلم شيعى). وخلال إحياء الذكرى السنوية السادسة ل«ثورة الأرز» هتف عشرات الآلاف من أنصار رئيس حكومة تسيير الأعمال سعد الحريرى: «الشعب يريد إسقاط السلاح» فى إشارة إلى سلاح حزب الله «الشيعى»، الذى يردد أنصار قوى «14 آذار» أنه موجه نحو الداخل وليس نحو إسرائيل كما يقول الحزب. الجزائر بعد أيام من اندلاع الثورة التونسية امتدت الاحتجاجات إلى جارتها الجزائر؛ احتجاجا على تردى الأوضاع السياسية والاجتماعية والظروف المعيشية وغلاء الأسعار، مطالبين بتوفير مساكن أفضل لهم وبرفع الأجور، بالانفتاح الديمقراطى والسياسى والإعلامى والنقابى. ويهتف المحتجون، الذين يتجمعون أيام السبت: «الشعب يريد إصلاح النظام»، و«الشعب يريد إقالة (الرئيس عبدالعزيز) بوتفليقة». وفى محاولة لتهدئتهم، رفع بوتفليقة حالة الطوارئ المفروضة منذ عام 1992. الكويت يطالب المحتجون بإجراء إصلاحات سياسية، وتحقيق المزيد من الحريات السياسية، إضافة إلى تغيير رئيس الوزراء، الذى يتهموه بالإخفاق فى إدارة الدولة الخليجية الغنية بالنفط، ويحمل المتظاهرون لافتات تدعو إلى استقالة الحكومة. كما تشهد الكويت منذ الشهر الماضى، مظاهرات لل«بدون» تطالب الحكومة بمنحهم الجنسية، والتعليم المجانى، والرعاية الصحية المجانية، والوظائف، وهى الحقوق التى يتمتع بها كل المواطنون الكويتيون، مرددين «لا نريد حقوقا مدنية.. لا بديل عن الجنسية». موريتانيا تتفاوت الشعارات التى يرددها المتظاهرون بين الدعوة إلى إصلاح النظام وبين إسقاطه بشكل نهائى، فضلا تشغيل الشباب، وزيادة الأجور، وتوفير السكن المناسب وخفض الأسعار، والتنديد بما يقولون إنه انتشار للفساد والمحسوبية فى أجهزة ومؤسسات الدولة. جيبوتى يطالب المحتجون برحيل نظام الرئيس إسماعيل عمر جيلة، الذى يحكم البلاد منذ عام 1999، ويأمل فى ولاية ثالثة خلال الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل، ويرفعون لافتات مكتوبا على بعضها: «ارحل يا جيلة».